كان الشاعر الفرنسي بودلير يرى أن الشقاء هو أن تجد ما اعتدت عليه. والسعادة أن تبحث عن الذي لا تعرفه، فإذا عرفته فالسعادة مرة أخرى أن تلوذ بشيء آخر بعد ذلك.. موجة وراء موجة في بحر لا نهاية له! ويتغير مفهوم السعادة ورؤيتنا إليها من شخص إلى آخر ومن كاتب إلى آخر، فيقول الكاتب الروائي مارك توين إن السعادة قناعة، فإذا رضينا بحياتنا وقنعنا بها، فقد بلغنا قمة السعادة، بينما يرى الكاتب الروائي هربرت ج ويلز “إنها راحة البال، وليس هناك ما هو أثمن ولا أندر من تلك اللحظات التي يحس فيها المرء بأن ضميره مرتاح، لأنه لم يظلم أحدا. وقد تكون السعادة في العثور على نصفنا الآخر أو التخلص من العقد النفسية التي تسيطر علينا، وقد جسدت هذه المعاني الكاتبة هيلين دوفال في روايتها “البحث عن السعادة” والتي يدور ملخصها حول دليلة جونز التي عاشت طفولة مضطربة قاسية.. إن مجرد الأكل والنوم كانا يمثلان لها مشكلة من الناحية المالية، واضطرت إلى النضال منذ شبابها المبكر حتى تستطيع الاستمرار في الحياة، واستطاعت أن تنهي دراستها الطبية وتعمل ممارسة عامة في أحد المستشفيات، وأصبح لها هدف واحد في الحياة: الزواج من أحد الاختصاصيين من ذوي الأسماء اللامعة في الطب وبالتالي من ذوي الثراء. ويعتقد الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، الذي مهد للثورة الفرنسية، أن السعادة تتمثل في الطموح، فالتطلع إلى مستقبل أفضل وحياة أكثر حرية وكرامة، هو السعادة عينها، ولا سعادة بغير طموح”. على حين يرى الفيلسوف والمفكر الفرنسي منتسكيو أن السعادة ليست صعبة المنال فيقول “لو أن المرء اكتفى بأن يكون سعيدا، لهان الأمر.. فليست السعادة أمرا صعب المنال، ولكن مشكلة البشر أينما كانوا هي أنهم يريدون أن يكونوا أسعد من غيرهم والصعوبة في تحقيق هذه السعادة تكمن في أننا نتصور دائما أن غيرنا أسعد حالا منا.. ولو اقتنع الناس بما هم فيه من سعادة لعاش العالم كله في سلام”. أما الأديب البرتغالي ساراماجو فيرى أن السعادة الحقيقية هي أن يتخذ المرء خطوات تجاه معرفة ذاته.