قرأت مقال الإعلامي “الأستاذ تركي الدخيل” تعليقا على الملاسنة المخيفة “بين الكابتن حسين عبدالغني واللاعب الفريدي” التي عرضت على كل القنوات الفضائية، بل تم النشر والتعليق عليها عبر الملاحق الرياضية، والمضحك أن بعض الصحف ذات الميول الزرقاء قد أضافت من عندها “بهارات”، مثل أن “الفتى الذهبي” قد سبّ أمّ الفريدي... إلخ من الزيادات والإضافات لزوم الطبخة حتى يتحقق لهم المأمول ألا وهو “معاقبة عبدالغني”، خاصة أن الفريدي “رجل ثقة ومصدق” على الأقل من الإدارة الهلالية والصحافة الهلالية التي لا تملك إلا التأكيد على هذا الإدعاء؛ عطفا على الأحداث السابقة التي حصلت ل“عبدالغني”، مع أن 80 في المئة من الحوادث السابقة كانت لصالحه، وذلك وفق “حكم شرعي”؛ فلو كان عبدالغني مخطئا في كلها “لتم” شطبه منذ سنين، ولما جددت فيه الثقة ليقود الأهلي والمنتخب وأخيرا النصر، وهذا أمر واضح للمتابع، ولكن الآن عبدالغني كلاعب كان يلعب للنادي الأهلي.. هذا النادي الذي “يترفع” عن تشكيل تكتُّل صحفي يخدم تاريخه ويلمّعه على حساب الأندية الأخرى، ناهيك عن “الحزم واللزم” اللذين هما ديدن الإدارة الأهلاوية؛ فليس هناك لاعب (VIP)، بل الجميع سواسية؛ فمن يخطئ يأخذ عقابه بالإيقاف أو الحسم أو الإعارة من غير “شوشرة” أو تخريب على مصلحة لاعبيهم أو حتى إهدار كرامتهم أمام لاعبي الأندية الأخرى؛ فقد تم إيقاف الكابتن حسين من قبل إدارة الأهلي سابقا ونفذوا أي عقوبة تأتيه من القيادة الرياضية.. دون تردد، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على التزام الأهلي بالآداب الرياضية والإسلامية أولا وأخيرا، وهذه هي الأهم، والتي للأسف الشديد تم “تحييدها” من قبل الأستاذ الدخيل عندما وجَّه النقد إلى كلا اللاعبين عندما تطرَّقا إلى “الدين” في التهمة أو ردِّها، وطالبهما بأن يركزا على قوانين وأنظمة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ونسي أنهما لاعبان سعوديان مسلمان؛ فإذا لم يتحليا أولا وأخيرا بالخلق الإسلامي فلا أسف عليهما، ولن تكون عقوبة وأنظمة الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر عدلا من التزامها أخلاقيا، وهذا هو الأهم من كل المشاحنات التي تحدث بين هؤلاء اللاعبين، ولست هنا أؤيد ما حدث منهما أبدا، ولكن أنا هنا أتساءل عن “أخلاق الإسلام”: هل طبقها هؤلاء اللاعبون أم لا؟ فما صرّح به الفريدي للأسف كان نميمة لو كان ما حدث فعلا صحيحا وتشهيرا، ولو كان غير صحيح فهو “بهتان”؛ فأين هي الأخلاق الإسلامية من هذا التصريح الفضائي الذي لا نعلم صدقه من كذبه؟! على الرغم من أننا لن نبرئ “عبدالغني”، ولكن في نفس الوقت لن نصدق الفريدي؛ فما قيل قد قيل تحت أي ظرف وقد كان من المفترض أن تكون الرياضة خالية من مثل هذه “المشاحنات والألفاظ النابية”، بل عليهما إثم مضاعف وهما “مسلمان”. خاتمة: الدين النصيحة.. وليس الانتقام!