كثف فريقا الهلال والنصر استعداداتهما للمواجهة المرتقبة بينهما غدا على ملعب الملك فهد الدولي في الجولة الرابعة لدوري زين السعودي للمحترفين. وتحمل المباراة في طياتها الكثير من علامات الترقب والإثارة بين الغريمين التقليديين في ظل ما تحمله مبارياتهما عادة من تنافس جماهيري كبير، بغض النظر عن المستوى الفني لكليهما. ودخل الفريقان أجواء اللقاء منذ الجولة الثالثة، التي انتهت بفوز الهلال على الوحدة وخسارة النصر أمام الشباب؛ ما يعني أن مباراة مهمة (نقطيا) بالنسبة إلى المدربين اللذين يتواجهان للمرة الأولى. كما تركزت أحاديث رواد المقاهي والمنتديات عن المباراة بكل تفاصيلها. الهلال في الجانب الهلالي لم تشغل الهدايا التي قدمتها شركة موبايلي للاعبي الفريق، ولا الصخب المسبق لمثل تلك المباريات المدرب البلجيكي إيريك جيريتس عن إعداد فريقه، وتركز عمله في الساعات الماضية على إيجاد بديل للبرازيلي تياجو نيفيز بعدما باتت مشاركته صعبة إثر إصابته في مباراة الوحدة الأخيرة، ويبدو أن أمام جيريتس خيارات عدة، وتشير المصادر إلى أنه يفضل إشراك عبدالعزيز الدوسري، لكن التوقعات تذهب للعب بورقة عيسى المحياني من البداية، وتحويل خطته إلى 4/ 4/ 2. ولن تخرج تشكيلة اللاعبين المتبقية عن: محمد الدعيع، بيونج لي، ماجد المرشدي، عبدالله الزوري، أسامة هوساوي، عبداللطيف الغنام، رادوي، محمد الشلهوب، ويلهامسون وياسر القحطاني. ويسود التفاؤل المعسكر الهلالي، ولا سيما بعد الفوز الثالث للفريق في الدوري، إضافة إلى أن البعض يراهن على ما يسمى ب(العقدة)، فالفريق النصراوي لم يستطع الفوز على الهلال في بطولة الدوري منذ عام 1424ه، حيث كان آخر فوز بنتيجة 2 1. وحذرت الجماهير عبر المنتديات من التفاؤل المفرط، وأكدت، أن الفريق النصراوي الحالي يختلف عن غيره في السنوات الماضية. ولأن المباراة تقام على أرض الهلال فقد وجَّه مجلس الجمهور الهلالي للاستعداد لهذه المباراة استعدادا كاملا، حيث قدم عضو شرف الهلال أحمد العجلان عددا من الأعلام والشالات والبالونات الصوتية للجماهير الهلالية مع تكفله بمصاريف الرابطة. وطبعت شركة موبايلي 55 ألف تذكرة ستبدأ في بيعها في نقاط البيع بناديَي الهلال والنصر ويوم المباراة في ملعب الملك فهد الدولي. النصر في الجانب الآخر استعد النصراويون للمواجهة مبكرا، وعقد رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي اجتماعا عاجلا بلاعبي الفريق الأول بعد خسارتهم من الشباب قبل أن يدخل الفريق في معسكر مغلق في أحد الفنادق المعروفة، بعيدا عن أعين الإعلام والجماهير؛ وتجنبا للضغوط الجماهيرية ومطالبها التي تسبق المباراة. وشهدت الحصص التدريبية الأخيرة لنادي النصر غربلة قام بها المدرب الأوروجواياني جورج ديسلفا؛ بتغييره عددا من العناصر التي شاركت في المباراة ضد الشباب، حيث سيعود قائد الفريق حسين عبدالغني لتمثيله بعد أن غاب عن الجولة الماضية؛ نتيجة إصابته بشد في الفخذ ألزمته الراحة، فيما من المنتظر أن يشارك صالح صديق أساسيا للمرة الأولى بديلا لحمد الصقور، وشايع شراحيلي بديلا لعبدالعزيز هوساوي، فيما سيستمر إبعاد اللاعب أحمد البحري للمباراة الثانية على التوالي، كما سيدخل اسم اللاعبَين خالد الزيلعي وسعود حمود ضمن الخيارات الأساسية، إضافة إلى عودة المهاجم سعد الحارثي، الذي قد يبدأ في دكة البدلاء؛ كون ديسلفا سيعتمد على مهاجم وحيد خلال خطته في المباراة، كما أوضحت التدريبات الأخيرة للفريق بلعبه بخطة 4/ 5/ 1. وعلى الرغم من وجود معسكر متكامل داخل النادي، إلا أن الإدارة فضّلت إدخال لاعبي الفريق في أجواء تجعلهم في وضع نفسي مستقر أكثر من خلال إقامة معسكر بفندق هوليدي إن الرياض. ويدخل اللاعب سعد الحارثي في تحد مع نفسه؛ فهو على الرغم من أنه أمضى خمسة أعوام مع الفريق الأول، إلا أنه لم يتذوق طعم الفوز على الهلال حتى الآن، فالفريق النصراوي لعب 14 مباراة على مستوى الفريق الأول خلال السنوات الخمس الماضية، عشر منها في الدوري واثنتان في كأس ولي العهد، ومثلهما في كأس خادم الحرمين الشريفين، لكنه لم يستطع تحقيق انتصار واحد على الهلال. وتباينت نوايا الجماهير النصراوية حول حضور المباراة ومساندة الفريق بعد الخسارة من الشباب؛ وذلك لتخوفها من أداء الفريق وعدم ثقتها بمستواه، فيما طالب البعض بضرورة المساندة في هذه المباراة، معللين ذلك بأن لاعبي الفريق اعتادوا التواجد الكبير للجماهير النصراوية في المباريات الكبيرة. وأشارت الجماهير من خلال منتديات النادي عبر الإنترنت وغرف البالتوك، إلى أن الحضور الضعيف سينعكس سلبا على نفسيات اللاعبين الذين يحتاجون إلى وقفة الجماهير في هذه المباراة أكثر من أي ومباراة أخرى.