أفسدت أكوام النفايات، وتكدس المخلفات والأوساخ، في الشوارع وأمام أبواب المنازل، فرحة العيد في الطائف، وأحدثت نوعا من التوتر في علاقات الجيران ببعضهم، وانقطاع الزيارات بين الأهل والأقارب. ويعود هذا التكدس في النفايات إلى تسيب عمال النظافة، وانصرافهم عن العمل بحجة عدم تسلمهم رواتبهم، يريدون بذلك الضغط على السكان من أجل الحصول منهم على مقابل لتنظيف الشوراع ورفع النفايات. مشاجرات الجيران وقال فيصل الأحمد (من حي جبرا): “إن النفايات أفسدت فرحة العيد، فحاويات النظافة لم ترفع من داخل الأحياء منذ العشر الأواخر من رمضان، وزاد الأمر سوءا أيام العيد” مشيرا إلى أن بعض الأهالي اضطروا إلى رمي النفايات أمام أبواب المنازل وأزقة الأحياء بسبب امتلاء الحاويات، وذلك ساعد أيضا على نشوء بعض المشاحنات بين الجيران. وقال: إنه ذهب لمعايدة قريب له في حي القمرية، أول أيام العيد، فوجده يتشاجر مع أحد جيرانه الذي وضع النفايات أمام منزله.. «وبعد محاولات مني استطعت تلطيف الجو بينهما، وقدم الجار اعتذارا عما بدر منه»، مشيرا إلى أنه جاب حاويات الحي كلها ووجدها لا تتحمل أي زيادات، بالإضافة إلى تجمع القطط حولها وتسرب مخلفات المياه بجانبها، ما جعله يعود بنفاياته ليرمي بها أمام باب منزله ومنزل جاره الملاصق. إجبار على الدفع وذكر بدر جزاء العتيبي (من سكان الحوية) أنه خصص مكافأة مالية لعدد من عمال النظافة لتنظيف الحي يوميا، ابتداء من أول أيام العيد حتى اليوم السابع، على أن يفرّغوا حاويات الشارع بانتظام. وأضاف أن المكافأة كانت من فكرته ولاقت استحسان الجميع في الحي خلال صلاتهم ليلة العيد بالمسجد؛ حيث تم تجميع مبلغ يسير لإعطائه للعمال لتحفيزهم على تنظيف الحي الذي أصبح بؤرة للأوساخ والقطط والكلاب الضالة والبعوض والحشرات. مشيرا إلى أنهم كانوا قد بادروا بإبلاغ الأمانة على رقم الشكاوى، شاكين إهمال العمالة وتصرّفاتهم، لكن من دون فائدة. لم يتسلموا رواتبهم وأضاف ضيف الله القثامي (من سكان مخطط البستان الجديد) أنه لاحظ في مرة عمال النظافة يجوبون شوارع المخطط من دون أن يعملوا على نظافتها، فسألهم عن السبب، فقالوا: إنهم لم يتقاضوا رواتبهم، وهم يأملون أن يضطر السكان إلى تشغيلهم مقابل أجر قليل. وأضاف أنه توجه إلى منزل خاله في حي ريحة، ثاني أيام العيد، وتفاجأ بأكوام النفايات تحاصر منزله والروائح الكريهة تنبعث منها، فلم يستطع الانتظار ريثما يفتح له الباب، فقفل راجعا واكتفى بمعايدة خاله بالجوال. عودة (وانيتات)النظافة وأضاف أبو نادر (من سكان حي الأمير محمد) أن مشكلة النظافة عادت لتلقي بظلالها من جديد بعد انفراج نسبي في الأشهر السابقة، فمع دخول شهر رمضان ظهرت أكوام النفايات لتسد الطرقات، بعد أن عمد بعض السكان إلى رميها أمام أبواب المنازل. وقال: “إن هناك تقلصا في أعداد عمال النظافة، بالإضافة إلى اختفاء ناقلات النظافة والضاغطات الجديدة، لتحل بدلا منها القديمة، إلى جانب ظهور وانيتات قديمة استخدمها بعض المشرفين على النظافة داخل الأحياء في تحميل أكياس النفايات ونقل العمال”.