ما زال البحث عن ليلة القدر في العشر الأواخر لغزا يشغل أذهان الكثيرين، ويخرج المهتمون كل يوم من العشر الأواخر مع إطلالة مشرق كل يوم جديد لكشف إمكانية تحديد علامات ليلة القدر، فيما نشطت مواقع إلكترونية في تناول هذا الأمر ومدى إمكانية تحديده. وقد أحصى محرك البحث الإلكتروني “جوجل” 1.100.000 محاولة بحث عن ليلة القدر. ويتداول الكثيرون ممن يبحثون عن ليلة القدر معلومات عبر رسائل الجوال والبريد الإلكتروني تفيد بأن ليلة القدر كانت في ليلة 25 رمضان الجاري مستدلين بذلك على العلامات التي تظهر فيها. كما قامت بعض المنتديات بتصوير إشراقة الشمس في صبيحة هذا اليوم. كما تناقلت تلك الرسائل تأكيدات أن هناك رؤى تؤكد ذلك. اختلافات العلماء وقد اختلف الباحثون والعلماء في إمكانية تحديد ليلة القدر، في الوقت الذي ترك فيه الشيخ ممدوح الجبرين خلفه جدلا قائما حول الأمر بعد وفاته (رحمه الله) في 19 / 11 / 1429ه، حيث قدم إمكانية تحديد ليلة القدر عبر أدلة وقرائن استدل بها. كما ذكر في تصريح صحافي سابق له أنه توصل إلى تحديد ليلة القدر وهي يوم الثلاثاء من العشر الأواخر من رمضان من كل عام، وقال إن الذي لديه شك في ذلك يتابع شروق الشمس يوم الاثنين ويوم الثلاثاء وسوف يلاحظ الفرق. ليست من الغيبيات كما أكد الجبرين أن ليلة القدر ليست من علم الغيب، مستدلا في ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها عندما قالت: يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إن عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ما أَقُولُ فيها قال (قُولِي اللهم إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) رواه الترمذي وغيره. فتذكر عائشة رضي الله عنها أنها إذا علمتها . فلو كانت غيبية لقال لها صلى الله عليه وسلم أنها في علم الغيب. ولا يستطيع أحد أن يعرفها. وروى مسلم رحمه الله في صحيحه أن صاحب رسول الله أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال” والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان، ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين”. فهل يحلف صحابي على علم الغيب. وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة”. فهل يأمرنا رسول الله بالتماسها وهي من علم الغيب. وذكر الجبرين أنه بالإمكان تحديد ليلة القدر لعدة سنوات مقبلة تصل إلى عام 1451ه وأكثر من ذلك. المفتي يحذر من جهة أخرى حذر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء مما يعمد إليه بعض الناس من ترويج الرؤى والمنامات التي تحدد ليلة القدر عبر وسائل الإعلام من إنترنت وقنوات وهواتف محمولة. وقال إن تحديد ليلة القدر من خلال الرؤى والمنامات لا أصل له في الإسلام، لافتا إلى أنه لم يأتِ نص صريح صحيح يبين أن لليلة القدر علامات خاصة إلا ما يروى عن بعض السلف أن من علاماتها طلوع الشمس في ذلك اليوم لا شعاع لها. وأوضح آل الشيخ في معرض تصريحه أن ليلة القدر يستحب طلبها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وكان صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها، فإذا دخلت العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر، مشيرا إلى أهمية الاجتهاد في العبادة والإكثار من الطاعات والقربات، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه). أخفيت لسبب في الوقت الذي أكد فيه الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء أن الله أخفى ليلة القدر حتى يجتهد العبد في طاعة الله وتقرب إليه بكثرة الأعمال الصالحة وأن القول بتحديد ليلة القدر فيه تقليل وتثبيط همة العبد في العشر الأواخر. وذكر الشيخ سلمان العودة في برنامجه (حجر الزاوية) أن بعضهم قال إن ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر.. مستدلا بقول أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال : “والله إني لأعلم أي ليلة هي؟ هي الليلة التي أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة 27 وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع وتكون آكد في السبع الأواخر لحديث لابن عمر -رضي الله عنهما - أن رجالا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: “ أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر”. وأضاف أنه يستحب في العشر الأواخر الإكثار من الدعاء فقد ورد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها: قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وقال إن من علاماتها في صحيح مسلم ان النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع من صبيحتها لا شعاع لها.