قمت بمداخلة في أحد البرامج التي كانت عن المحادثة التي جرت بين الأمير محمد بن نايف والعسيري، وكانت في ثلاث نقاط: النقطة الأولى: المحادثة كانت من جانبين: جانب العسيري، الذي أظهر التقيّة للأمير، ونيته أمر آخر، كان الواقع العملي لتلك التقيّة ما قام به ضد مَنْ مد له يده؛ لينتشلها من ضحالة ذلك الفكر التفجيري الإرهابي، وقابل تلك اليد بالنكران واللؤم وسوء الطوية، وكما قال الله تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، وقال أصحاب الأمثال: “من حفر جبا أوقعه الله فيه منكبا”. أما الجانب الثاني: فهو جانب الأمير محمد، الذي كان حواره مع العسيري حوار المشفق عليه، ويقدّم له النصيحة والحوار العاقل الذي يريد أن يرجعه إلى جادة الصواب، ويذكره بوالديه، وأنهما لا ذنب لهما فيما يقوم به، وعبارات كلها شفقة وحنو عليه. ومع ذلك كله دخل عليه وهو يريد القتل له، والمكر به، لكن الله رد مكره، وحفظ الأمير محمدا، ومن رأى تلك الأشلاء التي تقطعت إربا، والناظر إلى تلك الصور يحمد الله على خروج الأمير محمد بن نايف سالما. النقطة الثانية: بكل أسف استغلت بعض وسائل الإعلام الحدث لتجيره لمصالحها السيئة، وبعض الكُتاب في صحفنا مع الأسف انساقوا خلف تلك الدعوة، وفحواها أن تتعامل الدولة مع هؤلاء بالسيف فقط! ولا شيء دونه، بل مع المتدينين بصفة عامة، وأعادوا الأسطوانة القديمة المشروخة إلى بعض المناشط التي تدعمها الدولة وتحت عينها، وأصبحوا يُملون على الدولة بطريقة مكشوفة؛ لجعلها دولة بوليسية بسبب جريرة شخص واحد، والقرآن الكريم يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى). النقطة الثالثة: صرح الأمير نايف في اجتماعه برجال الأعمال في الغرفة التجارية بجدة، بأن سياسة الباب المفتوح مستمرة، وهذا رد على أولئك الذين دندنوا حول غلق هذا الباب؛ بسبب هذا الفعل.