عندما تحدث الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بآراء حادة ومثيرة التزم كثيرون الصمت، وهذا من حقهم، لكن ليس من حق هؤلاء أن يستغلوا تعليقا عاديا قاله (رمز الكرة السعودية) النجم التاريخي ماجد عبدالله، ليتحفونا بمواعظهم الأخلاقية متباكين على الاحترام الذي يجب أن يسود بين الرياضيين. الأسطورة الحقيقية والحية "ماجد عبدالله" كان ولا يزال أنموذجا مشرفا للتقدير، فلم تجمع قلوب الرياضيين على محبة أحد مثله، ولم يحظ رياضي بمثل سطوعه وحضوره، وهو دون شك يستحق ذلك، وحينما تغنى الفنان عبدالكريم عبدالقادر قبل عشرين سنة ب(بيليه الصحراء) لم يبالغ وهو يردد (يا قدوة.. يا قدوة لأجيال العمر...) لأن (السهم الملتهب) بقي على مر الزمن قدوة لكل الأجيال، ومقياسا للإبداع الكروي الخالد، كيف لا وهو الذي تشهد سجلات الاتحاد الدولي على أنه أحد رموز التفوق الكروي على مدى تاريخ كرة القدم العالمية. لستُ في مجال سرد حكاية ماجد، تلك القصة الجميلة التي لا تملها الشفاه والعقول؛ فسيرته الذهبية تحفظها كل القلوب (حتى التي تملؤها الغيرة)، لكني تعجبت من الحملة الشرسة التي تعرض لها ماجد عقب تعليقه الطريف على خطأ إدارة الرائد؛ فهو لم يتلفظ بكلمة واحدة بذيئة أو جارحة أو قاسية، ولم ينتقص من الفريق أو يطيل في التعليق، ورغم هذا قرأنا مقالات كثيرة أوغل كتّابها في الإساءة إلى ماجد وتجاوزوا كثيرا وهم ينتقصون منه كمحلل، مع أن الجميع يشهدون له بتميز رؤيته الفنية، وأنه أفضل من يقرأ المباريات ويحللها، صحيح أن أسلوب ماجد كان يفتقد بعض الصياغة في بداياته مع الاستوديو، لكنه تجاوز هذه النقطة بسرعة، وأصبح قاموسه مملوءا بالجمل والتعبيرات المعبرة، لكن الأقلام المتعصبة لا تريد الحقيقة؛ حيث لا يزال المتعصبون يجترون عبارات قالها ماجد في أوقات سابقة ويتصيدون بعض تعليقاته الحالية؛ ليفسروها بعقلياتهم المتحجرة البعيدة عن الأمانة.. ومن ذلك ما كتبوه خلال الأيام الماضية حول جملة واحدة لا تحتمل كل هذا اللغط. هؤلاء حاولوا التقليل من ماجد عن طريق الإشادة بالنجم الخلوق خالد الشنيف، الذي تميز بحضوره الجميل ولغته السلسة ورؤاه الفنية الدقيقة وثقافته الرائعة، لكن الشنيف ردّ عليهم هذا الأسبوع عبر مقابلة صحفية، حينما أجاب عن أحد الأسئلة قائلا: (ماجد نجم كبير استفدت منه كثيرا في التحليل)! إن العجب لا ينقطع من هؤلاء.. كيف مرت عليهم تصريحات الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بردا وسلاما، ولم يكتبوا عنها حرفا واحدا.. وحينما قال ماجد جملة واحدة سطروا المقالات وملؤوا الدنيا ضجيجا مطالبين بالاعتذار للرائد.