في الوقت الذي تشهد فيه حلقات بيع الأغنام في الطائف بيعا ملتهبا مع حلول شهر رمضان يلجأ كثير من المستثمرين في بيع الأغنام ومحال بيع اللحوم الطازجة إلى بعض وسائل الغش والتحايل على المستهلك، ويتسابقون لجني أكثر الأرباح في هذا الشهر الكريم. من داخل تلك الحلقات والأسواق تقف “شمس” على مجريات الحركة التجارية، وترصد آراء عدد من المواطنين الذين أبدوا استياءهم الشديد لما يصر عليه البائعون من أساليب جديدة للغش التجاري غير مبالين بحرمة هذا الشهر، إذ يعمد أصحاب المحال المخصصة لبيع اللحوم الطازجة إلى شراء المتردية والنطيحة من الأغنام لبيعها في محالهم على الزبائن، بحسب قولهم. وتحدث ل“شمس” عبدالله مشرع العتيبي وناصر المالكي، مؤكدين أنهما يشاهدان دائما في حلقة بيع الأغنام إقبالا شديدا من المستثمرين لشراء المتردية والنطيحة لجلبها إلى محالهم وبيعها على الزبائن لحما مفروما للسمبوسة وما شابهها من الوجبات الأساسية على مائدة الإفطار في رمضان، وأضافا: “أغلبية المستثمرين من العمالة الوافدة التي لا يهمها سوى حصد الريالات”، وعن سبب تجميع أكبر عدد من الذبائح المريضة وكبيرة السن، قالا: “هم يجدون أسعارها متدنية جدا فيعمدون إلى شرائها، حيث تتراوح أسعارها ما بين 90 ريالا و150 ريالا، ويقومون بتقطيعها أوصالا صغيرة وفرمها وبيعها بما يقارب ألف ريال، وأضافا أنهما تعرضا لمثل هذه الحالات من المقالب في شهر رمضان الذي تكثر فيه حالات الغش. وعن تلك المقالب الرمضانية يتحدث عيسى الثبيتي وعبدالله عيد الروقي قائلين إنهما طلبا في أحد المحال التجارية لبيع اللحوم الطازجة بالطائف لحم جزور (إبل) وكان الذي يعمل به من العمالة الوافدة، فأكد لهما أنه يتوفّر لديه، فطلبا منه عشرة كيلوجرامات مفرومة، وحال دفعهما مبلغ الشراء دخل عليهم وافد آخر، وسأل عن وجود لحم بقر، فرد البائع بسرعة: “لا نبيع لحم البقر هنا إنّما يوجد لحم cow” وأشار إلى نفس الطلب الذي قطع لنا منه، فسألته بعد خروج الوافد عن معنى كاو، فقال يعني أنه لحم ممتاز، فذهبنا بعد ما أوجسنا منه خيفة، وبعد سؤالنا بعد بضعة أيام عن معنى كاو قالوا إنه يعني لحم البقر. وأشارا إلى أنهم يذبحون ما شابه تلك الأغنام والإبل المسنة والرديئة التي على وشك الموت تحت جنح الظلام في المسالخ الموجودة داخل حلقة بيع الأغنام خوفا من مراقبي أمانة الطائف. ولعل مما يلفت النظر من ظواهر جديدة بسوق الأغنام هو انتشار غسيل تلك الحيوانات لإخفاء ما بها من علل، ويتحدث عن ذلك عبدالله مشرع (مستثمر في بيع الأغنام) قائلا: “شهدت حلقات بيع الأغنام خلال الأيام الماضية حالة جديدة من ترويج الهالك منها، لتتعدد وتتنوّع أساليب الغش في رمضان”، وتابع: “يلجأ كثير من المستثمرين إلى غسل الغنم المريضة لديه بالماء والصابون لإظهارها أمام الزبون بالمظهر الجميل، حيث يساعده الغسل على إيقاف التقيّحات والجروح على جلد الذبيحة، ويكون الشعر أكثر بريقا وناعما يستر ما بها من خرّاجات وما شابه ذلك”، وأوضح أن لديه عددا من العمالة على كفالته يغسلون الأغنام لعدد من البائعين القادمين من خارج الطائف وداخلها، وأسعار الغسل بحسب الخدمة المقدمة كوضع الصابون وإضافة الملح بالماء من الأعلى والأسفل وتنشيفها للرأس الواحد بمبلغ أربعة ريالات، أما بالنسبة لغسل الرأس بالصابون فقط والماء دون التنشيف والتمشيط للشعر فبمبلغ ريالين، وقال إنه يحصد أرباحا كثيرة من الغسل خصوصا مع دخول شهر رمضان الكريم لكون الأغلبية من الزبائن لا يهمها سوى المظهر العام للذبيحة ونظافتها؛ حيث إن غسل الأغنام من الأساليب الجديدة في أسواق البيع وتدخل ضمن الغش والتمويه على الزبون.