نجحت السلطات السعودية في إلقاء القبض على 44 شخصا، خلال أقل من شهر واحد من منظري ومعتنقي الفكر الضال والداعمين لأنشطته الإجرامية، على الرغم من مبالغتهم في التخفي، ومحاولة تحقيق أهدافهم في نشر الفكر الضال والدعوة إليه من خلال التغرير بالأجيال الشابة واستغلال العمل الخيري في تمويل أنشطتهم الضالة، وضبط أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى دوائر إلكترونية جاهزة طوروها؛ لتستخدم في عمليات التفجير عن بعد، أخفوها في أودية بالقرب من العاصمة الرياض وموقع بري في منطقة القصيم، وفي خرسانات داخل أحد المنازل الواقعة في الرياض. وأكد اللواء منصور التركي في حديث مع “شمس”، أن الأجهزة الأمنية ضبطت 43 متورطا سعوديا ومقيما واحدا، تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عاما، ولم يفصح عن هوياتهم من قبل الجهات الأمنية، وتمت عمليات القبض في أماكن متفرقة في المناطق السعودية، إلا أنه لم يفصح عنها. وأوضح التركي، أن الجهات الأمنية باشرت مهامها التنفيذية في الفترة من تاريخ 17 رجب من العام الماضي، حتى 11 شعبان 1430ه، وكان من نتائج ذلك القبض على 44 عنصرا من تلك الشبكة، أحدهم من المقيمين والبقية سعوديون، يحمل عدد منهم مؤهلات عالية وخبرات تقنية متقدمة، بالإضافة إلى تلقي بعض منهم تدريبات في الداخل والخارج على الرماية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وعلى طرق إعداد الخلائط المتفجرة وأساليب تزوير الوثائق لاستخدامها من قبل عناصر الفئة الضالة في تنقلاتهم. وذكر المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، أن عمليات القبض والتفتيش أدت إلى ضبط أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى دوائر إلكترونية جاهزة طوروها؛ لتستخدم في عمليات التفجير عن بعد، وذلك في مواقع متفرقة على النحو التالي: أولا: ضبط 17 رشاشا كلاشنكوف إكي 47 و22 صندوق ذخيرة حية تحتوي على 16 ألفا و500 طلقة و26 مخزن رشاش، بالإضافة إلى 280 دائرة إلكترونية للتفجير عن بعد، وعثر عليها مدفونة بموقع في أحد الأودية القريبة من الرياض. ثانيا: ضبط 96 دائرة إلكترونية للتفجير عن بعد مدفونة في موقع بري بالقرب من إحدى محافظات منطقة القصيم. ثالثا: ضبط 50 رشاشا و20 صندوق ذخيرة تحتوي على 15 ألف طلقة و39 مخزن رشاش أخفيت في مخبأ أنشئ لهذا الغرض من الخرسانة المسلحة داخل غرفة بفناء منزل لأحد هذه العناصر الواقع في أحد الأحياء السكنية بالرياض. وقال اللواء التركي: “إن التحقيقات القائمة بهذا الشأن كشفت خطورة عناصر تلك الشبكة وتواصل بعضهم الوثيق مع قيادات التنظيم الضال في الخارج، ومع من قتل من رموزهم في المواجهات الأمنية في الداخل وتوظيف بعض منهم أموالهم واستغلال العمل الخيري في تنفيذ مخططات إجرامية جهزوا لها منذ فترة، ولا تزال التحقيقات مستمرة لاستجلاء الحقائق كافة”. يذكر، أن ثلاثة سعوديين غُرّر بهم سلموا أنفسهم في جمادى الأولى الماضي، وأعلنت الداخلية السعودية في وقت سابق، أنه سيتم معاملتهم وفق الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات، وأخذ مبادرتهم ودور أسرهم في الحسبان عند النظر في أمرهم.