دعت المحكمة العليا في السعودية إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك مساء بعد غد 29 شهر شعبان 1430ه الموافق 20 أغسطس 2009. وقال بيان صادر عن المحكمة العليا: »نظرا إلى ثبوت غرة شهر شعبان ليلة الخميس الموافق 1 / 8 / 1430ه حسب تقويم أم القرى، فإن المحكمة العليا بالمملكة ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك مساء يوم الخميس الموافق 29 شعبان/ 1430ه، أي ليلة الجمعة الثلاثين من شهر شعبان حسب تقويم أم القرى الموافق 21 أغسطس 2009 ». بالعين والمنظار وذكر البيان أن المحكمة العليا ترجو »ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه وتسجيل شهادته لديها، أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة». وأوضح البيان أن »المحكمة تود من جميع المترائين الانضمام إلى اللجان المشكَّلة في المناطق لهذا الغرض، وتأمل ممن لديه القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر والمشاركة فيه والاحتساب، لما فيه من التعاون على البر والتقوى». لا يلتفت لرؤيتهم و أكد الشيخ عبدالمحسن العبيكان، أن »هنالك أشخاصا يدعون رؤيتهم هلال رمضان المبارك وهم في الحقيقة غير صادقين». وأضاف: »من المفترض ألا يُلتفت إلى حديثهم ورؤيتهم غير الصائبة في حال تواجدت المراصد الفلكية والمناظير الحديثة من درابيل لرؤية وغيرها». وأشار إلى أن »الهلال كما ذكره الشيخ ابن تيمية يرحمه الله، هو ما يشتهر بين الناس، فكونه يحدد عن طريق شخص أو شخصين فهذا غير صحيح». وذكر العبيكان، أن »من المتعارف عليه أن الهلال يُرى بعد الشمس، فكيف يظن من يراه بالعين المجردة رؤية هلال رمضان المبارك قبل الشمس». وأكد، أن »هذا كلام غير صحيح وغير مقبول». وأوضح أن »الحساب الفلكي في رؤية الهلال دقيق للغاية». وأضاف أن »الناس أجمعين يعتمدون على الحساب الفلكي الدقيق، حتى في غروب الشمس وشروقها». خطأ فادح وقال العبيكان: »بعد ذلك يأتي الخطأ الفادح في رؤية هلال رمضان المبارك بالعين المجردة من قبل أحد الأشخاص فهذه مصيبة كبرى». وأضاف: »لست مع ما أدلت به المحكمة العليا من بيان توصي المواطنين بتحري هلال رمضان بالعين المجردة والمناظير». وعن كون هذه الخطوة التي أقدمت عليها المحكمة العليا تؤدي بعد فترة من الزمن إلى الاعتماد عليها في الحساب الفلكي، أكد الشيخ العبيكان، أنه »وفي بادئ الأمر كون العين المجردة صادقة في تحديد هلال رمضان أمر كاذب وافتراء غير صحيح». وأوضح أنه »لو اعتمد على العين المجردة في رؤية الهلال فمن باب أولى الاستغناء عن المراصد الفلكية الحسابية». مبتدع من جهة أخرى استنكر أحمد الوشمي، المحاضر في الجغرافيا والباحث في التراث والمتعاون مع جامعة الملك سعود، ما أدلى به الشيخ عبدالمحسن العبيكان بشأن أن الرؤية بالعين المجردة لهلال رمضان كذب وافتراء غير صحيح، ذاكرا قول الله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}. وأكد أن »رؤية هلال شهر رمضان المبارك بالعين المجردة صحيحة ولا ينكرها مخلوق إلا المبتدع غير الملمّ بالسنة النبوية». السُّنَّة والمناظير وأوضح الوشمي أن السُّنَّة »صرحت بذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما». وقال: »إن هذا النص صريح بإثبات رؤية هلال شهر رمضان بالعين المجردة، وكذلك بقية الأهلة». وأضاف أنه »واضح ولا يحتاج إلى تأويل أو تحريف». وأشار إلى أنه »في عهد الرسول وعهد صحابته الخلفاء الراشدين الأربعة وعهد الدولة الأموية والعهد العباسي الأول لم تكن هنالك مناظير ولا عدسات». وأوضح الوشمي أن »المناظير التي اختُرعت بعد هذا العهد لم تتواجد إلا لاكتشاف النجوم والبروج والكواكب». وأضاف أن هناك أدلة على أن العرب كانت تعرف النجوم والكواكب وحركتها ووضعها في السماء وحجمها وشكلها بالعين المجردة. وأشار إلى أن »زحل مثلا، الذي يبعد عن القمر مسافات طويلة، يقول عنه عنترة بن شداد حين مدحه لأحد الغساسنة (يا قبلة القصاء ويا تاج المنى * ويا تاج هذا العصر في كيوانه) قاصدا بكلمة كيوانه، كوكب زحل». وأضاف: »وفي صدر بيت آخر لشاعر جاهلي يقول: (أو حيث علق قوسه زحل)». الفرقدان ويتساءل الوشمي: »فكيف رأى الشاعر العربي القديم القوس المعلق على زحل؟». وأكد أن »هذا دليل على الرؤية بالعين المجردة». وذكر أنه »يقال لمن لا يفترقان ب(الفرقدين)». وأوضح أن الفرقدين نجمان لا يفترقان وهما نجمان يخرجان من الشمال. واستدل بذلك أيضا على الرؤية بالعين المجردة. وأشار الوشمي إلى أن شكل البروج في السماء، التي تتشكل على هيئة مخلوقات مختلفة، يثبت الرؤية بالعين المجردة. وأضاف: »مثل برج العقرب حيث تكون النجوم على هيئة العقرب». وقال: »ولا ننسى أن القمر يرى بالعين المجردة من قبل العرب، وله في كل يوم اسم حتى يختفي ويسمى ب(المحاق) حتى يظهر من جديد ويقترن بالشمس فيسمى هلالا». العرب والهلال وأوضح الوشمي أن للقمر عند العرب منازل، عددها 29 منزلا، ينزل فيها القمر كل ليلة، أولها الجبهة وغيرها. وأضاف: »إنهم كانوا قد وضعوا على الجبال وفي الصحراء شواخص تقابل كل منزلة من منازل القمر». وذكر أنه في قرية القراين من قرى شقراء، هنالك شخص قحطاني أمي لا يقرأ ولا يكتب، مشهور ومعروف بتحديد هلال شهر رمضان المبارك بالعين المجردة، ويؤخذ برؤيته كثيرا. وقال الوشمي: »ليس كل شخص حاد البصر قادرا على تحديد هلال شهر رمضان». وأضاف: »إلا إذا كان يعرف حركة القمر ومنازله وسقوطه وطلوعه مرة أخرى». وذكر أن هذه الرؤية تحدد من الجهة الشمالية الغربية.