شاهدت مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الودية مع المنتخب العماني (بعيون الناقدة) وليس بعيون المحب فقط، ويؤسفني أن أجسد ما رأيت في عبارة واحدة يمكن لها أن تغني عن كتابة المقالات الطويلة التي تحلل الأحداث وتخرج بالنتائج.. نعم أختصر رأيي في مستوى (المنتخب) بأنه (لا يبشر بالخير)، ليس تشاؤما ولكنها الواقعية؛ فإذا كان هذا المستوى هو الذي يقدمه (نجومنا أمام البحرين) فلننسَ (كأس العالم 2010) ولنستعد لبطولات أخرى وبطريقة أكثر احترافية عن ذي قبل، فمن (واقعيتي الموجعة) أن نتعامل مع الواقع حتى نستطيع أن نوجد الحلول والبدائل حسب المعطيات على أرض الواقع. نعم ثقتنا بنجومنا لا تتجزأ، ولكن يجب أن تكون ثقتنا مرتبطة بالمعايشة الفعلية للأحداث وليس كمن يغطي (عين الشمس) بغربال ليتفاجأ (بالشمس) تشرق في كل جنبات المكان وتحرق جلودنا دون أن نضع واقيا كافيا؛ لذا (فالواجب على الجميع الجلوس بهدوء ودراسة السلبيات والإيجابيات) ومحاولة حلها بطرق هادئة غير قابلة للانفعال ولنرضَ بالحلول المدروسة. ولن ننسى مالك، الذي يُعتبر الثنائي مع ياسر؛ فقد افتقد ياسر خدمات رفيق دربه في منتخب الوطن بعد أن شكلا قوة ضاربة في بطولة الخليج الأخيرة وبطولة آسيا التي كانت من أروع البطولات رغم خسارتها، لكنه كان المنتخب الحلم كما أطلق عليه (الأمير نواف بن فيصل) هذا اللقب. يؤسفني أن أقول لقد (تبخر الحلم) ووجدنا أنفسنا أمام واقع مخيف من ألا نتأهل كما كنا نأمل ونتمنى. لست متشائمة بل أنا واقعية (حد الوجع)، ولا يمكن لأي منصف أن يقول عكس هذا الطرح إلا إذا كان من هواة (الأحلام الطائرة)، وأشعر بأن من الصعوبة بمكان أن يتحسن أداء وتجانس الأخضر بعد أيام معدودة في ظل (التغييرات الكثيرة) والإصابات الأكثر وتدني مستوى بعض النجوم الذين يعول عليهم (حمل المنتخب) للمرحلة المقبلة مثل (الكابتن ياسر القحطاني) الذي لا أعلم لماذا لم يستعد مستواه بعد زوال الإصابات والوعكة (النفسية) التي أثرت كثيرا على حضوره (الرائع) كما عودنا سابقا، ناهيك عن مستوى (الدفاع) الذي لا يطمئن مرورا ب(الوسط) (المرقع) الذي هو (العمود الفقري) لأي منتخب. (نعم عبده عطيف مؤثر) وافتقدناه وأسامة المولد كذلك، ويجب ألا نضغط اللاعبين وجهازهم الفني والإداري (من أجل التأهل للمرة الخامسة لكأس العالم).. نعم كلنا يرغب في ذلك، بل كلنا نحلم بذلك، ولكن إذا لم يحدث ذلك فهل (سنحوس الدنيا) ونجلس نبكي ونندب دون أن نواجه أنفسنا بالأسباب الحقيقية ومحاولة تغييرها حتى نبني منتخبا متعافيا (فنيا، صحيا، لياقيا وعناصريا)؟ نعم نحن نحتاج إلى منتخب مستقر ومتجانس ومتفاهم على الأقل لمدة عامين، مع الأمل أن يخدمنا الحظ وهمة شبابنا لقلب المعادلة والتأهل من عنق الزجاجة. خاتمة: إذا أردت أن تُطاع فاطلب ما يُستطاع.