ابتكر الشيخ عيسى المطرودي القاضي بالمحكمة الكبرى بمدينة حائل، أخيرا، طاولة طعام اقتصادية للقضاء على أشكال الإسراف والتبذير التي تمارسها بعض العائلات في المجتمع السعودي، مؤكدا أن ابتكاره هذا يقضي على الإسراف والتبذير إلى حد كبير. وقد تضمنت فكرة القاضي المطرودي عمل طاولة مستديرة مكونة من دورين، أحدهما ثابت والآخر متحرك، ويستطيع كل فرد تناول ما يشتهي من الأطعمة من خلال دوران هذه الطاولة. وقال المطرودي: “إن هذا الابتكار لم يأت وليد اللحظة وإنما بعد محاولات عدة”. وبعد نجاح التجربة بشكل كامل أراد المطرودي تعميم ابتكاره وتتويجه بدعوة الأمير عبدالعزيز بن سعد نائب أمير منطقة حائل وبحضور عدد من أعيان ووجهاء المنطقة. وأشاد سموه بما رآه، مؤكدا أن المجتمع السعودي لا بد أن يحتذي بهذا النهج. وقال: “إن القاضي أضاف على الابتكار حق الامتياز حينما بدأ به بنفسه وفي منزله”. وأضاف: “إن المحبة والمودة لا تقاسان بكثرة الطعام أو قلته، وإنهما تبقيان في القلوب، أما الطعام فيزول بعد غسله من الأيدي”. وناشد الأمير عبدالعزيز بن سعد أطياف المجتمع السعودي كافة بمختلف شرائحه وثقافاته أن يأخذوا ابتكار المطرودي عنوانا كبيرا أمام أعينهم. وشدد على أن المطرودي لم يأت بجديد، حيث إن الشريعة الإسلامية تدعونا إلى عدم التبذير والإسراف، إلا أن القاضي جسّدها بطريقة حضارية تتماشى مع تطور مجتمعنا الراهن، كما أضاف نائب أمير منطقة حائل: “إن القرار الرسمي يمكن أن يصدر”، لكنه استدرك قائلا: “القرار الرسمي لا يعدو كونه عاملا مساعدا للحد من الإسراف”. وقال: “إن ولاة الأمر يدعوننا إلى عدم التبذير ولم يدخروا جهدا من حثّ المجتمع على ذلك”. وأشار إلى أن المبالغة في الإسراف هي التي ولدت قطع التواصل بين الأقرباء؛ خوفا من تحميلهم تكاليف الولائم الباهظة. وكشف بحسب ما رآه أن المجتمع هو النواة الحقيقية لتغيير هذه الثقافة وأن القرار الرسمي ربما يتم الالتفاف حوله في حالة تطبيقه من دون تقبل المجتمع للتغيير الذي يدعو إلى الاقتصاد وعدم التبذير.