بعد قطيعة استمرت أكثر من عام وستة أشهر، نجحت محكمة مكةالمكرمة الشرعية في إذابة الخلاف بين ثلاث شقيقات تجاه والدتهن المسنة؛ ليغادرن المقر القضائي بحي العزيزية بعدما شهدت المحكمة ومراجعوها تفاصيل الحكاية المليئة بالدموع. وكانت البداية حينما أخبر أحد ساكني حي النوارية القاضي بقصة هجر الفتيات الثلاث والدتهن المسنة بإقامتهن بمسكن خاص بعيدا عنها، الأمر الذي جعلها تعيش وحدها تحت كفالة أهل الخير من الحي، الذين أشفقوا على حالها. وطلبت المحكمة الشقيقات الثلاث ليمثلن أمام القاضي؛ لتتحدث الكبرى، التي تعمل ممرضة في أحد المستشفيات قائلة: إنها “سئمت تدخلات والدتها في أمورها الحياتية”، وحمَّلتها سبب طلاقها من زوجها السابق قبل أكثر من عامين، وهو ما أكدته شقيقتاها الأخريان العاملتان في مهنة التدريس، وأضافتا أنها كانت أيضا وراء فشل زيجات عدة كانت من نصيبهن، حيث كانت تنشر شائعة بأنهن يحملن مرضا وبائيا عن والدهن المتوفى. لتستجمع بعدها الوالدة المسنة قواها وترد على هذه الاتهامات بأن السبب وراء كل ما كانت تفعله هو مشاعر الأمومة التي لم تستطع تحمل ابتعاد بناتها عنها، ما دعاها إلى خلق النزاعات بين البنت الكبرى وزوجها، وما دفعها أيضا إلى الوقوف أمام كل المتقدمين إلى البنتين الأخريين. وتستعيد تجربتها القديمة حينما اقترنت بوالدهن، وكيف أنها حرمت من زيارة والدتها، حتى توديعها قبل مفارقتها الحياة. ليشرع القاضي بتأليف قلوبهن وتتم تسوية القضية كليا.