على الصعيد الأهم (أعني الفني)، يشهد نادي النصر عملا مرتبا ودقيقا يوحي بظهور مختلف وحضور مغاير؛ لذا لن أتحدث عن الجانب المشرق في الصورة وإن كنت أشارك المتخوفين خوفهم من العمق الدفاعي وكذلك حاجة الفريق لظهير أيمن متمكن ورأس حربة يتميز بالتسجيل المستمر والخبرة. سأتحدث عن جانب من الجوانب المعتمة، وأقول معتمة لوقوعها في الظل بعيدا عن الضوء، هذا الجانب ربما يدرك المسؤولون في النادي أهميته لكنهم يتجاوزونه بسبب قائمة الأولويات حتى يتوارى ليبقى الوضع على ما هو عليه.. وما أعنيه هنا هو توظيف الألوان وتصميم أطقم الملابس التي يرتديها اللاعبون، وإن شئتم الدقة فقد طال الإهمال حتى شعار فريق كرة القدم الذي صمم ونفذ بطريقة تقليدية باهتة ورتيبة. لو تأملنا الألوان التي تمثل النصر وهي الأصفر والأزرق لوجدناها من أكثر الألوان جاذبية وثراء، فهي توفر خيارات رائعة وتصاميم جميلة وكل من لدية خبرة ولو بسيطة في فن التصميم والديكور يعرف غنى هذا الاندماج وجمالياته اللامتناهية، فالأصفر بتدريجاته من الصريح والليموني إلى القريب من البرتقالي ثم الذهبي بتفريعاته المُطفأ واللامع وغيرها.. كذلك الأزرق من الصريح والفيروزي إلى السماوي والكحلي.. إلخ.. كل هذه الخيارات تمكن من انتقاء زي فخم بل مبهر وطقم احتياطي لا يقل فخامة..غير أن المفارقة الغريبة هي كون النصر من أفقر الأندية في هذا الجانب وأبعدها عن استثماره، فالمظهر العام للتشكيل داخل الميدان شاحب ممل ومحبط، ولن أدخل في تفاصيل الأثر النفسي للألوان والتصاميم أو دور المظهر في تركيب شخصية الفريق واستمالة الجمهور والمعلنين، لكني أستغرب اصرار النصر على التمسك باللون الحالي الذي بقي مزعجا حتى مع التعديلات البسيطة! إن الأمر لا يحتاج لعبقرية أو جهد خارق، هو يحتاج فقط لذائقة وخطوة عملية، ولدينا أمثلة كثيرة لتوظيف اللونين الأزرق والأصفر سواء على مستوى منتخبات عالمية معروفة أو أندية عالمية شهيرة، بل إن شعار النادي هو الآخر يحتاج لتعديل فشعار هيئة الاحتراف داخل شعار النادي كان إقحاما سيئا، ناهيك عن تكراره على الأكتاف، واللونان الأصفر والأزرق كانا بدرجة عادية جدا؛ ولتقريب الفكرة لنشاهد كيف تم توظيف اللون الذهبي الفخم في شعار العميد بتموجات وظلال بديعة، وكذلك الأمر في شعار الهلال بتدرجات الأزرق، وهو ما يفتقده شعار العالمي الذي صمم بطريقة القص واللصق دون خيال أو إبداع فني! النصر كيان كبير، يمتلك جماهير هائلة، ويشهد عملا احترافيا متصاعدا و (ساطعا)، لكن ما ينقصه هو إطار يتناسب مع هذه النقلة التي من الظلم لها أن تظل أسيرة ذائقة (منطفئة)!