بينما يشهد المجتمع السعودي ارتفاعا ملحوظا في نسبة العنوسة، ويعكف الباحثون الاجتماعيون والمفكرون على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، التي تزداد أرقامها بمعدلات مخيفة، وترصد الجهات المسؤولة الأموال ويتم إنشاء الجمعيات الخيرية للمساعدة في (توفيق رأسين في الحلال).. على الرغم من كل ذلك، فإن نسب الطلاق المرتفعة تضيف عاملا آخر يفاقم من المشكلة؛ فالسعودية تحتل المرتبة الخامسة على مستوى الخليج في نسب الطلاق. وتذكر الإحصائيات أن هناك ما بين 50 و60 حالة طلاق تشهدها محاكم السعودية يوميا. لكن الغريب والمثير والطريف في آن واحد أننا أصبحنا نسمع عن حفلات تخصص لها الأموال، وتعقد على إيقاعات الدفوف، ليس احتفالا بالزواج، ولكن هذه المرة احتفالا بالطلاق، وتهنئة للعروس المطلقة. حفلات للطلاق محمد الرميح أحد الذين عاشوا قصة من هذا النوع الغريب والمثير يحكي قصته ويقول: “تزوجت زوجة، وبعد الزواج بفترة ولظروف خارجة عن إرادتنا في كثير من الأمور طلقتها”. وأضاف: “في يوم الطلاق، فوجئت بأهل طليقتي يحضِّرون لإقامة حفلة كبيرة بمناسبة طلاقها”. وأوضح أن “السبب وراء ذلك كان أخواتها وأمها، اللاتي أصررن على إقامة ذلك الحفل”. طلب مراجعة وقال الرميح: “بعد مدة وجيزة اتصل بي ولي أمرها يطلب المراجعة والصلح”. وأضاف: “أصبح يشكو حال ابنته التي من بعد تلك الحفلة بدأت في بكاء مستمر، وكذلك أهلها الذين عضوا أصابع الندم على فعلتهم”. وقال: “رددت عليهم: اعملوا حفلة أخرى لمراجعة أموركم وأخلاقكم”. وأشار إلى أن “تلك الحفلات تكون سببا رئيسيا في عزوف الزوج عن مراجعة زوجته، بعد أن تكون قد أهانته هي وأهلها، وأنكرت جميل زوجها أمام الناس”. وحذر الرميح من الانصياع خلف هذه الأمور التافهة التي تجر المصائب على الفتاة وعلى المجتمع بشكل عام. تهديد وتعذيب وتحكي نوف بنت محمد، هي الأخرى، قصتها بكل أسى، وتقول: “كانت الحفلة لي بمثابة فرح لجميع العائلة، وبخاصة الوالدة”. وأضافت: “جاء زوجي السابق عن طريق الجيران، فرحبنا به وبأهله، وتمت الموافقة دون أن نسأل عن أخلاق الرجل ودينه”. وأوضحت: “في أول أشهر الزواج لاحظت عليه أمورا سلبية كثيرة، وصبرت على ذلك الحال لعل الأحوال تتحسن”. وتقول نوف: “لكن للأسف زادت معاناتي بعد أن أنجبت الولد الأول، وبدأ مسلسل الضرب اليومي والتعذيب على أتفه شيء”. وأضافت: “وصل الإيذاء إلى ابني الصغير، وبدأ زوجي يستخدمه كوسيلة للضغط علي في الذهاب إلى أهلي”. وأوضحت: “كان يقوم بإخراجه من نافذة السيارة وهي تسير بسرعة، ويهدد برميه إذا لم أنفذ أوامره”. حفلة الفكاك وتحكي نوف: “ذات مرة قام بإغلاق باب الشقة، وأشعل في البيت النار، وذهب إلى الدفاع المدني، وأخبرهم بأن البيت يحترق”. وأوضحت: “اكتشف رجال الدفاع المدني كذبته، ونجوت بلطف الله، وهربت إلى أمي المطلقة، ورفضت العودة بعد أن تأكدت تماما أن الرجل مريض نفسي”. وتقول: “كانت الحالة المادية متدنية، فقدمت إلى الضمان الاجتماعي، وصُرف لي راتب 700 ريال أنفقه علي وعلى ولدي”. وقالت: “أصبحت لمدة ست سنوات معلقة، وأنا أركض خلف المحاكم للحصول على ورقة الطلاق”. وأضافت: “بعد أن علم القاضي بأنه لا يصلي واعترف هو بتصرفاته، طلقني منه”. وقالت نوف: “فرحت أمي أشد الفرح، وأقامت حفلة مصغرة بين أقاربي؛ حيث لم نسرف كما يفعل كثير من الجهال”. تصرفات لا تليق أمل بنت ضيف الله، صاحبة مشغل الجوهرة النسائي، تذكر أن “الفتيات في هذا الزمن أصبحن ينصعن إلى أمور خارجة عن الدين وعن الأخلاق، ويقلدن دون إعطاء أنفسهن فرصة للتفكير في عواقب الأمور”. وتقول: “بحكم مخالطتنا لكثير من الشرائح المتنوعة في المشغل ترد إلينا أمور غريبة وتصرفات لا تليق بفتاة مسلمة”. وتوضح: “أمور الحفلات والأعياد غير الشرعية بدأت تظهر بشكل مخيف في أوساط مجتمعنا المحافظ”. وتطالب أمل العلماء والمفكرين ب“التصدي لكل ما يفسد ويعكر صفو الحياة التي نتمتع بها”.