أكد الشيخ سلمان العودة أن الكذب من أجل الإصلاح بين الناس مرخص به واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس الكذاب الذي يصلِحُ بين الناسِ، فيَنْمِي خيرا، أو يقولُ خيرا"، وأيضا بقوله تعالى: "لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا". جاء ذلك في رده على سائل عن (حكم الكذب من أجل الإصلاح بين الناس) في موقع (الإسلام اليوم)، وبين العودة أن الأصل في الكذب أنه كبيرة من الكبائر، لكن وردت فيه الرخصة من أجل الإصلاح، وأوضح أن الإنسان لا يحتاج إلى ما هو بمعنى الكذب، وإنما هو نوع من المعاريض أو التعميم أو إشاعة المعنى الجيد، كما أن بعض الناس أحيانا يضخِّم الأشياء الصغيرة، فتصبح قضية، وهي ليست قضية. وبين أن الإنسان الإيجابي يمكن أن يضخِّم بعض الأشياء الإيجابية، ويصبح لها أثرٌ طيب، كأن تقول: "فلان يسلِّم عليك"، لشخص يحسُّ بالهجر أو البعد مع شخص آخر، خصوصا إذا كان قريبًا، مثل الإخوة، أو الآباء، أو الأزواج، أو الأصدقاء، وقولك: "يسلِّم عليك". أنت صادق فيه؛ لأنه دائما يقول في صلاته: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين". ولو قلت إن هذا الإنسان له رغبة في أن يعيد العلاقات معك أيضًا، فأنت صادق؛ لأنه في الغالب تأتيه حالات يرغب فيها أن يعيد العلاقة، وربما تقرأ هذا في عينيه، أو في تأوُّهاته، أو في كثرة ذكره للماضي. فهنا يوجد مجال للمعاريض دون الحاجة إلى أن يكذب الإنسان كذبًا صريحًا، كما في الحديث لما سُئِل النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أيكونُ المؤمنُ جبانًا؟ فقال: "نعم". فقيل له: أيكونُ المؤمنُ بخيلاً؟ فقال: "نعم". فقيل له: أيكونُ المؤمنُ كذَّابًا؟ فقال: "لا". دليل على حرمة الكذب وشناعته، خصوصًا أن الكذب هنا قد يتمادى بالإنسان، وفي الحديث الآخر: "ولا يزالُ الرجلُ يكذِبُ، ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتَبَ عند الله كذابًا".