ما حدث لسوق الأسهم لدينا عبر ثلاثة عقود يؤكد أن النزر اليسير ممن دخلوا بعقلية استثمارية وليست مضاربة نجحوا في تحقيق مردود مالي عال، وما علينا سوى أن ننظر لأي سهم من أسهم شركات العوائد على مدى خمس سنوات الماضية لنعرف المكاسب التي تحققت، وإن أخذناها على مدى عشر سنوات فالمكاسب ستكون مضاعفة. فسوق الأسهم لدينا عبر ثلاثة عقود تشير إلى أن من يريد أن يحقق عوائد مجزية فعليه أن يدرك عدة أبعاد: 1 - الاستثمار في الشركات ذات العوائد الجيدة والمركز المالي الجيد. 2 - الاستثمار طويل الأجل وليس الاستثمار قصير الأجل أو المضاربة. 3 - الاتكاء على القاعدة الشهيرة (لا تضع جميع البيض في سلة واحدة) وتشكيل محفظة استثمارية من عدد من الشركات الجيدة في قطاعات مختلفة. 4 - لأن نسبة المخاطرة في سوق الأسهم عالية فإن القروض والتسهيلات أدت بالعديد من الأفراد إلى الإفلاس. 5 - عندما تصبح مكررات الربحية للأسهم القيادية في السوق بين 50 و70 فهي مؤشر على اتجاه السوق إلى انخفاض حاد أو حتى الانهيار، ما حدث لدينا في نوفمبر 2006، وهذا ما حدث لمؤشر نيكاي الياباني عندما هوى من 39000 إلى 10000 نقطة ما جعل الاقتصاد الياباني يعاني فترة ركود طويلة. 6 - إن السوق الآن في ظل مكررات ربحية منخفضة تصل عند بعض الشركات القيادية بين 10 و20 هي سوق استثمارية ستحقق عوائد جيدة في المستقبل. 7 - ألا يدفع المرء بكل مدخراته في قناة استثمارية واحدة كسوق الأسهم، وعليه أن يسعى لإيجاد فرص استثمارية لجزء من مدخراته. 8 - على المرء أن يتذكر دائما «ساقية جارية ولا نهر متقطع» وهذا ما يتحقق في توزيعات الأرباح المادية، وتوزيعات الأرباح على شكل أسهم. 9 - إن تحول البنك الاستثماري جولدمان ساكس إلى الربحية هذا العام بعد أن تم إنقاذه من قبل الحكومة الأمريكية، يؤكد أن بوادر الخروج البطيء من الأزمة قد بدأ مما ينعكس إيجابا على الاقتصاد العالمي، ومن ثم على أسعار النفط المحرك الرئيسي لاقتصادنا. فهل نتعظ مما حدث في العقود الثلاثة الماضية في سوق الأسهم أم تتملكنا حمى الثراء السريع المتغلغلة في عقولنا؟!