أثارت حفرة عميقة أجرتها مصلحة المياه لإصلاح الأنبوب المغذي للمياه الصالحة للشرب، الرعب والقلق لدى أسر حي الفوارس بمدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء. وكانت مصلحة المياه بالمحافظة شرعت في إصلاح تسريبات المياه بأنبوب كبير يقع وسط الحي حيث حفرت حفرة متوسط عمقها خمسة أمتار تقريبا ومتوسط عرضها يزيد على الثمانية أمتار وبطول يزيد على ال 50 مترا، إلا أنه وبعد هذه الإصلاحات لم تطمر المصلحة ما قامت به من حفريات لمدة تزيد على الثلاثة أشهر؛ ما تسبب في خوف الحي على ابنائهم الصغار وعلى ذويهم من السقوط في تلك الحفرة العميقة. وحول هذا الأمر قال سامي المنسف (أحد سكان الحي) عن المأساة التي يعانونها حيث انهم يعانون شح المواقف في الحي، حيث إن هذه الحفريات قللت من المساحة المسفلتة. وأضاف المنسف: “الحفرة تسببت في أننا نعاني حمل المؤونة إلى بيوتنا وذلك لأننا نوقف السيارة بعيدا عن البيوت، بالإضافة إلى أننا منعنا أطفالنا من الخروج واللعب مع اصدقائهم وذلك خشية السقوط في تلك الحفرة العميقة”. فيما حمّل عبدالجليل العبدالسلام مصلحة المياه بمحافظة الأحساء ما يحدث لمرضى الربو من جراء الأتربة الموجودة على جانبي الحفرة من أثر الحفريات، كما طالبها بسرعة ردم الحفرة وذلك خشية سقوط طفل من أطفال الحي أو أحد كبار السن ضعيفي البصر وتزهق روحه في تلك الحفرة العميقة. وقد أبدى العبدالسلام انزعاجه من مطور الإنارة الذي ينير الحفرة حيث يؤذي النيام ليلا. وقال عبدالله الهليل: “قبل سنة كاملة كانت هذه المعاناة أي منذ بداية شرائنا للبيت حيث وجدنا تسريبات للمياه في سرداب (قبو) البيت من هنا تقدمت إلى مصلحة المياه شارحا لهم المشكلة؛ فردّت علي المصلحة بأنها مياه جوفية وليست تسريبات وأفادونا بذلك عدة مرات، ولما يئست منهم ذهبت إلى (الدفاع المدني) فجاءت لجنة وقررت أن المياه ليست جوفية، حيث توجد مادة الكلور في العينات المأخوذة من المياه وبعدها ذهبت إلى المصلحة، ولم تزل المصلحة مصرة على أن المياه جوفية إلا أنه فيما بعد اقتنعت المصلحة بأن المياه عبارة عن تسريبات من أنابيب صالحة للشرب، ومن ثم أصلحت انبوبا إلا أن التسريبات عادت مرة أخرى؛ فردّت المصلحة علي أن المياه عبارة عن مياه جوفية”. وأضاف الهليل: “خلال فترة مراجعتي للمصلحة حدثت ثلاثة تماسات كهربائية خطرة جدا على أثرها طلب مني الدفاع المدني إخلاء البيت بسرعة لخطورة الوضع، وهو ما دفعني إلى فصل التيار الكهربائي عن السرداب وبعد مدة طويلة جاءت المصلحة وأصلحت العطل لكنها لم تردم الحفرة إلى هذا اليوم. وأشار الهليل إلى التلفيات التي أصابت الدار؛ “فبالإضافة إلى الضرر النفسي الذي طال أبنائي وزوجتي من جراء انتشار الحشرات والدواب فإن تلفيات السرداب ذات مبالغ كبيرة وباهظة”، مشيرا إلى أن الأدوات الرياضية وحدها تفوق ال 18 ألف ريال فكيف ببقية التلفيات من سراميك وأثاث وغيره فضلا عن التشققات في جدران البيت؟”، أبدى خشيته من وصول التسريبات لأساس البيت مما يهدد أسرته. وحول ردم الحفرة يقول الهليل: “إن مصلحة المياه طلبت مني التوقيع لعدم وجود أي مشكلة كشرط لردم الحفرة لكنني رفضت ذلك”. من ناحيتها تحفظت إدارة مصلحة المياه بمحافظة الأحساء على الرد على استفسارات “شمس” من خلال تكرار محاولة الاتصال (ثلاث مرات) بعبدالله الدولة مدير مصلحة المياه، حيث وعد بالاتصال والإفادة لكنه لم يفعل منذ أكثر من خمسة أيام.