أصبح الطبق (الدش) الخاص باستقبال القنوات الفضائية وبالا على بعض شبابنا وفتياتنا، بسبب إدمانهم على مشاهدة العشرات بل المئات من القنوات التي تعرض معظمها لقطات سيئة ومشاهد شبه عارية بل عارية لدى من يقومون بفك الشفرة، وهذا من وجهة نظري أدى إلى الانحلال الأخلاقي والميوعة وبعض الحركات والتصرفات والملابس والأزياء التي لم نكن نعهدها قبل عصر الفضائيات الماجنة. إنني أستغرب كيف ينبهر الشاب أو الفتاة بالغرب ويقلدهم وهو يعرف أنهم مجتمع ضائع ومنهار، ويبتعد عن تنفيذ ما تأمره به الشريعة الإسلامية السمحة من أمور وواجبات وفروض تعود عليه بالسعادة والخير في دنياه والجنة في آخرته بمشيئة المولى عز وجل. إن معظمنا غارق في الذنوب والمعاصي واقتراف المنكرات من رأسه حتى أخمص قدميه إلا من رحم ربي، ونسينا أو تناسينا أننا مخلوقون لعبادة الله عز وجل فهذه الدنيا دار امتحان واختبار، والسعيد من نجح في هذا الامتحان بفعل ما أمره الله به واجتناب نواهيه، وها نحن نرى الموت يتخطف الأحباب والأقارب والأصدقاء؛ فالواجب أن نحرص على أن نكون دائما مهيئين أنفسنا لهذه اللحظة ولوداع ومفارقة الدنيا إلى الدار الباقية والسعادة الدائمة والخلود في الجنة لمن أخلص في عبادة ربه. إنها دعوة صادقة لي ولكم جميعا للتوبة من الذنوب والمعاصي والعودة الصادقة والجادة إلى الله؛ فالسعادة كل السعادة في عبادة المولى عز وجل فلا يفيد بعد الموت المال أو الجاه أو المنصب أو الحسب والنسب؛ فكل هذه تفنى وتتغير ويبقى فقط العمل الصالح الذي يرفع منازل صاحبه يوم القيامة.