تنظر جمعية حقوق الانسان بالرياض في قضيتين ليتيمين ترعاهما وزارة الشؤون الاجتماعية، احداهما لناشط في حقوق الايتام يبلغ من العمر 24 عاما تقدم بشكوى لديوان المظالم على الوزارة، واخرى ليتيم لم يتجاوز عمره ال 16 عاما اشتكى الوزارة بعد نقله من دار الأيتام في أبها وطُوي قيده بحجة انه مارس سلوكيات مشاغبة ضد الوزارة ممثلة في دار الايتام بأبها. وذكر عبدالله عبدالرزاق اليتيم الناشط في حقوق الايتام أنه تعرض لمضايقات واتهامات عقلية وسلوكية وقال: “شككوا في قدراتي العقلية وضايقوني في عملي حتى تقدمت باستقالتي، فكنت اعمل في مكتب المتابعة الاجتماعية بالخرج وتقدمت بطلب نقلي إلى مدينة الرياض بسبب ما اعانيه من مرض مزمن يتمثل في تبول لاإرادي صنفه اطباء على أنه عضوي وآخرون صنفوه نفسيا”.. ويضيف: “حسب الدراسات فإن من يفقد ابويه وهو صغير في السن يتعرض إلى اكتئاب نفسي بسيط، وقد نقلت إلى مركز الإخاء الاجتماعي وجلست ما يقارب تسعة اشهر بالرياض لغرض العمل والمراجعات المكثفة للعيادات الطبية المتخصصة التي عملت على تغيير الكثير من جوانب حياتي، وذكر لي احد العاملين في مكتب الوزير اثناء مراجعتي وطلب مقابلة الوزير بأني كثير الشكاوى والطلبات ولدي اضطراب عقلي وسلوكي عدواني”. واوضح أن وزارة الشؤون الاجتماعية تعتبر جميع الايتام مرضى نفسيين سواء كانوا متعلمين أو موظفين او عاطلين، وقال: “أصبحنا نجد التقدير والشفقة من خارج اسوار الوزارة من أشخاص يتعاملون معنا بطريقة مهذبة ويعترفون بنا أكثر من العاملين على راحتنا وتقديم العون والمساعدة لنا”. وأضاف ان الوزارة ترفض النقد البناء سواء كان عن طريق خطابات موجهة إلى المسؤولين او طرح معاناتهم في دور الايتام للإعلام او الجهات الحقوقية، وقال: “ هددني احد كبار المسؤولين في الوزارة بسجني إن لم اكف عن مراسلة الجهات الإعلامية او هيئة حقوق الإنسان”. وانتقد عبدالرزاق البرامج المقدمة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية لعدم اهتمامهم بتأهيل نزلاء الدار إلى المجتمع، وقال: “عزلنا تماما عن المجتمع، وهو الأمر الذي ألحق بنا الكثير من الضرر خصوصا بعد ان خرجنا إلى الناس دون تهيئة فكنا أشبه بالسمك الذي غادر الماء فجأة”.. ووضح: “طيّ قيد النزلاء في الدار عند بلوغهم ال 18 ساعد الكثير منهم على الانحراف السلوكي حيث أصبحوا فريسة سهلة لأصحاب السوابق بسبب عدم التوجيه لهم وتوعيتهم بدورات وجلسات تساعدهم على تجاوز هذه المشكلات قبل خروجهم”. وأوضح عبدالرزاق أن غالبية المشرفين في الدور غير مؤهلين ليكونوا قدوة للأيتام فهم يدخنون أمام الكبار والصغار ويقومون ببعض التصرفات التي يجب ألا تصدر منهم لأنهم اشخاص مؤتمنون”. وقال عبدالرزاق: “مطالبنا ليست مالية.. نحتاج إلى تأهيل وبرامج فكرية وترميم نفسي، نحن ضحايا اخطاء البشر نطالب بتغيير نظام نزلاء الدار، فالكثير من النزلاء اصبحوا يفكرون في الخروج في أي وقت”.. مضيفا أن ما دفعه إلى تقديم استقالته هو المعاملة السيئة، وقال: “ تقدمت إلى هيئة حقوق الانسان والجمعية وديوان المظالم لإيجاد حلول او مخاطبة الوزارة في شأني”. وقال عبدالله عبدالهادي (16 عاما) احد الايتام في دار ابها الذي تقدم بشكوى أخيرا إلى جمعية حقوق الإنسان للتدخل في قضيته: “طردت من داري التي احببتها وترعرعت فيها وهي دار التربية الاجتماعية في ابها ووجدت معاملة سيئة بترحيلي إلى دار التوجيه الاجتماعي بالطائف من دون ذنب”. ولم يخفِ عبدالهادي أنه احد الطلاب المشاغبين في الدار وان لديه مشكلات في دراسته إلا أنه وضح: “قبل مجيئي للجمعية وهروبي من دار التوجية الاجتماعي في الطائف مكثت اسبوعين انام في احدى الحدائق المعروفة حتى تمكنت من الحضور إلى الرياض.. وأملي الوحيد هو حل مشكلاتي”.