صحح الشيخ صالح ابن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي في الجمعية العالمية للصحة النفسية في الخليج والشرق الأوسط ل“شمس” ما فهمه البعض من حديث الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام للسعودية عن زواج المسيار حين عده على أنه قضاء وطر وليس زواجا شرعيا، حيث أوضح اللحيدان أن الشيخ يعني الأنواع الأخرى من المسيار التي تضم خمسة أنواع، على حد قوله. وأضاف اللحيدان: “زواج المسيار أصله مأخوذ من التسيير أي أن الرجل يسير على أهل الزوجة فيخطبها، ولا بد من تصوره أولا لأنه ليس نوعا واحدا، بل خمسة أنواع. والذين يفتون بالتحليل والتحريم، لا بد أن يتصوروا هذه الأنواع، ويحيطوا بصورتها الكاملة سواء الصورة الظاهرة أو الداخلية، الذي عرض علي من جملة القضايا والمشاكل والتساؤلات أن الذين يتزوجون مسيارا لم يعرفوا حقيقة زواج المسيار، وكثير من الفتيات والمطلقات أو النساء اللاتي تجاوزن 30 يقعن في هذه المشكلة لأنهن لا يعرفن الزواج المسيار ولا شروطه وأركانه ولا حيثياته”. طريقة المسيار المباح مؤكدا اللحيدان أن الأصل في الزواج الإباحة إذا توفرت الشروط والأركان ومن أهمها رضى الفتاة سواء أكانت ثيبا أو بكرا. ويستعرض اللحيدان أنواع المسيار موضحا أن النوع الأول من زواج المسيار هو أن يذهب الرجل إلى ولي أمر المرأة والدها أو القائم عليها العاقل الأمين المميز البالغ، فيخطبها، ثم يدفع مهرا ويأتي بشاهدين، ويسجل الزواج تسجيلا شرعيا عند عاقد الأنكحة، فإن شاءت بقت عند أهلها وإن شاءت ارتحلت معه إلى منزل خاص ويجعل هناك وليمة صغيرة. هذا هو الأصل في زواج المسيار المباح”. إضمار نية الطلاق باطلة وتابع “أما النوع الثاني هو أن يذهب الرجل فيخطبها من وليها فيشرط عليها أن تسكن عند أهلها، ويضمر نية الطلاق وهذا النوع من الزواج باطل لا يجوز، لأن المرأة في الأصل مكرمة ومنعمة؛ فالنساء شقائق الرجال، وإضمار نية الطلاق يعد أصلا من أصول قضاء الوطر فقط، وهذا لا يجوز؛ فالمرأة لم تخلق من أجل ذلك، المرأة خلقت لعبادة الله والمساهمة في تكوين المجتمع وبنية الحياة”. زواج بلا أركان أما النوع الثالث هو الزواج الذي يذهب الرجل فيه إلى ولي المرأة، ويخطبها لكن دون وليمة، ودون أن تعلم الأولى، ودون أن يأتي بشاهدين، وهذا زواج باطل لأنه لا بد هنا من شاهدين ووليمة خفيفة. المسيار المحرم فيما يأتي النوع الرابع ليدخل في دائرة المنع وهذا النوع الذي يميل إليه كثير من الشباب والمتزوجين في زواج المسيار، حيث يشرطون على المرأة ألا تنجب أبدا، وهذا محرم، لأن الأصل من الزواج الإحصان، يحصن كل منهما الآخر. والحكمة الثانية، هي النسل، فإذا قطع النسل على المرأة فيعد ذلك كما ذهب إليه العامة من المفسرين لقوله تعالى: “وحرموا ما رزقهم الله افتراء عليه”. إن أهل الجاهلية يتزوجون النساء ويشرطن عليهن عدم الإنجاب، وهذا النوع حرام ولا يجوز للشاب أو الرجل أن يفعل هذا، داعيا المرأة مهما كان عمرها ألا تقبل بهذا تحت طائلة الظروف والفقر والحاجة أو الخوف من العنوسة. مسيار مكروه ويشير اللحيدان إلى أن النوع الخامس من زواج المسيار وهو زواج مكروه، حيث يتزوج الرجل مسيارا عن طريق ولي والشهود، ولكن يشترط عليها أن تسكن عند أهلها بصورة دائمة، ولا ينقلها إلى بيت الزوجية أو بيت مستقل وهذا النوع فيه هضم للحقوق، حيث يهضم حق المرأة الثانية. وكان المفتي العام للسعودية اعتبر في لقاء تلفزيوني له أخيرا أن زواجي المسيار والمسفارونحوهما لا يصحان شرعا، وأنهما قضاء وطر لا أكثر ولا أقل، ولا يحققان الحكمة التي أرادها الله وهي السكن، ما أثار لغطا حيال هذا التصريح.