كانت أمنية في زمن اغتال الأمنيات.. تحولت تلك الأمنية إلى حلم لصعوبة تحقيقها؟! تلك الأمنية.. الحلم.. هي نتاج معاناة كادح يصبو دائما إلى الأفضل.. كادح اعتاد العمل في القطاع الخاص ومن سوء حظه دائما يقع في شباك الشركات غير المنصفة. الشركات التي تتخذ مقولة “خذه لحم وارمه عظم”.. نظاما أساسيا في تعاملها مع البشر! ذلك الكادح.. لم ييأس في البحث عن وظيفة حكومية (الوظيفة التي يحلم بها كل شاب سعودي) مع أنه لا يملك أي دعم وليس لديه سوى الله سبحانه وتعالى ثم مؤهله وخبراته. حاول مرارا وتكرارا.. في ديوان الخدمة المدنية.. في القطاعات الحكومية الأخرى التي يتم التوظيف عن طريقها كالجامعات.. ولكن في كل مرة يعود إلى منزله بعد إعلان النتائج يحمل ابتسامة على محياه.. ويحمل الألم في قلبه!! في إحدى المرات.. كان عاطلا في ذلك الوقت.. ويبحث عن عمل كالعادة.. شاهد ذلك الإعلان لجهة حكومية تطلب موظفين.. براتب مقطوع على بند يسمى بند الصيانة والتشغيل. سارع بالتقدم.. وتم قبول أوراقه.. ليستدعى للاختبار العملي.. وبفضل من الله اجتاز الاختبار ليتم تعيينه على تلك الوظيفة البندية. كان سعيدا.. فأخيرا تحقق الحلم وأصبح موظفا حكوميا..! ولكن.. تلك الوظيفة براتب مقطوع.. وليس هناك أي تعديل سنوي (زيادة سنوية). أي أن الراتب سيصبح ثابتا مدى الحياة.. بمعنى آخر وظيفة بلا مستقبل. هناك مثلان شعبيان ينطبقان على هذا الحالة. الأول (وش حدك على المر قال اللي أمر منه). الثاني (ليتك يا بو زيد ما غزيت)!!هاهو الكادح المسكين هرب من مطرقة القطاع الخاص ليصبح تحت رحمة سندان الوظيفة الحكومية البندية غير المستقبلية. ماذا يفعل إذا كان عازبا؟ الأوضاع الاقتصادية.. تغيرت والراتب الزهيد لا يغطي مصاريفه وهو عازب.. ولكن ماذا لو كان رب أسرة؟ لمن يتجه بعد الله؟!! من سينقذه من أنياب تلك الوظيفة البندية؟! هو ليس وحده، بل هناك.. المئات من الشباب السعوديين المؤهلين والطموحين يعانون من هذا البند! نحن بشر ولسنا آلات. نحن نريد أن نساعد أنفسنا وأسرنا.. وأن نخدم وطننا الغالي على قلوبنا. نحن نريد تحسين وضعنا الوظيفي.. إما بتعيينا كموظفين رسميين أو بتحسين وضع هذا البند وتحويله من لا مستقبلي إلى مستقبلي. بمنحنا رواتب جيدة ووضع سلم رواتب منصف لنا. تلك كانت قصتي مع هذا البند. وما زلت أملك.. بفضل الله.. الصبر الممزوج بالأمل.