كانت إجابات الضيف باردة، مبتورة، ومملة.. تأتي بعد تردد طويل خالية من المنطق، مليئة بالتخيلات والعبارات المعلبة التي أكل عليها زمن الهواية وشرب.. مع هذا كله كان المذيع الجامد مستمرا بترديد كلمة واحدة صارت كأنها فاصل ثابت بين إجابات الضيف وأسئلة المحاور، ظل المذيع يردد بنغمة باهتة (جمييييل ... جميييييل) بعد كل إجابة مشبعة بالبشاعة..! ولا أدري ما شعور المشرفين عليه أو مدير المحطة لكني متأكد من شعور المشاهد المغلوب على أمره. لا أذيع سرا حينما أقول إن القناة سعودية والضيف إداري مستجد في أحد أندية الوسط، وعضو شرف سابق مشهود له بالمشاغبة! مشهد آخر.. جرى بُعيد مباراة المنتخب السعودي والكوري الجنوبي التي أقيمت في سيئول وانتهت بالتعادل السلبي، فما إن استلم مذيع الاستوديو التحليلي المايك حتى بدأ بتوجيه سؤال طوييييييييل للنجم السابق والمحلل الحالي، وكان مما جاء في (السؤال/ التحليل): الفريق الكوري الجنوبي ضغط طوال الشوطين والأخضر عانى بطء نور وتسرع الشمراني وتباعد الخطوط إضافة لطرد عطيف الذي أثر في خيارات المدرب مع انه يلام لتأخره بالتبديل كذلك تحمل وليد عبدالله والعمق الدفاعي عبء المباراة..و..و..و..كابتن فلان كيف شاهدت المباراة؟!! ولا أدري ماذا ترك للضيفين أمام هذه الأسئلة التي ربما تجاوزت مدة بعضها ثلاث دقائق بلا مبالغة!! القضية لا تتعلق بهذين الأنموذجين فهي مستشرية بشكل ملحوظ، وإذا كنا ندرك ندرة المواهب المبدعة فإن التدريب الجيد يرتقُ بعض الفتوق ويحول دون تفشي غلطات بدائية وسطحية. لست ألوم بعض المذيعين ممن يفتقدون الحضور أو الملكة أو المهارات الأساسية، لكني ألومهم على عدم السعي لتطوير إمكاناتهم وأستغرب تكرار أخطائهم الفادحة دون تحليل وتوجيه سواء من أنفسهم أو ممن يملك القرار في القناة. ومضة الأخلاق الرياضية موضوع لا يحتاج الى تأكيد خاصة بالنسبة للنجوم الحقيقيين الذين ربما خرج أحدهم عن النص أحيانا دون أن يكون هذا الخروج طبيعة لهم.. لكن اللاعب العراقي النزق يونس محمود كرر بث أحقاده على الكرة السعودية تصريحا وتلميحا وهو لا يدرك أنه إنما يعبر عن عقليته الساذجة ونظرته المريضة وروحه المأزومة حتى صح أن نسميه (يونس مذموم).