أكد الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، أن الحوار وقبول الاختلاف في الرأي يمثلان أساس العمل الإعلامي وروحه، وخصوصا تأسيس قيمه بين الجميع ومع الآخر، مشيرا إلى أنه المنهج الذي أخذ به خادم الحرمين الشريفين وسيلة للتحاور مع الآخر دينا وحضارة وفقا لوقائع مؤتمرات مكةالمكرمة إسلاميا، ومدريد دوليا، ونيويورك أمميا. وأوضح في كلمته التي ألقاها أمس في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة ال42 لمجلس وزراء الإعلام العرب، حاجة العالم العربي في ظل متغيرات عالمية تضج بالحركة والتغير إلى إعلام جديد لعصر جديد، معربا عن أمله في أن يأخذ جميع المنضوين تحت مظلة الإعلام العربي بمبدأ الإعلاء من شأن قيم العمل الإعلامي العربي، وأهمها المهنية والتسامح ونبذ العنف. مشددا على التزام السعودية بمساندة ما أقره مجلس وزراء الإعلام العرب من خطة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج على عدة مراحل ولمدة خمس سنوات، مشيرا في هذا السياق إلى أن السعودية التزمت بتسديد التزامها المالي في الخطة بسنتها الأولى 2007، كما حوَّلت حصتها المقررة لعامي 2008 / 2009 البالغة أربعة ملايين و725 ألف ريال. ونوّه خوجة بالإنجازات المهمة التي حققها مجلس وزراء الإعلام العرب عبر دوراته الماضية، وما أنجزه من جملة وثائق عمل تستحق التقدير، وفي مقدمتها الاستراتيجية الإعلامية العربية، وميثاق العمل الإعلامي العربي، إضافة إلى وثيقة تنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية وغيرها من وثائق كانت بمنزلة المرجعية التي يرتكز عليها الإعلام العربي. مضيفا أن الإعلام العربي خرج من قمقمه، وشبّ عن الطوق، وكسر الحواجز، والسدود، والأفكار، والفلسفات، ولم يعد ذلك الإعلام الساكن التقليدي الذي هيمن عليه الأوصياء، مؤكدا أن العالم الجديد بعد انتهاء الحرب الباردة، وحضور قيم العولمة وأفكار ما بعد الحداثة، هز ما كان ساكنا، وأنشأ أجيالا جديدة صنعت إعلامها الخاص بها، وأن الأجيال العربية الحديثة ما عادت تقبل الإعلام والرؤية والأحلام القديمة مهما بدت وردية. وذكر خوجة أن الأقنية التلفزيونية التي تسبح في الفضاء قوضت ما كان مألوفا من نظريات في فلسفة الإعلام والاتصال، وأجبرت إعلامنا الهرم على أن يبحث عن إكسير الحياة، وأن يعود شابا، وإلا فاته الركب وحينذاك لن يلتفت إليه أحد. وقال: “الأجيال العربية الحديثة كسرت إعلام النخبة، وأسست إعلاما شابا، يمشي معها في الأسواق، فوجدت آلاف المدونات، والمنتديات، والصحف والكتب الإلكترونية في الإنترنت”.