قرأت تصريحا منسوبا إلى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الشثري المدير العام لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر بتشكيل لجنة عليا مكونة من عدة جهات؛ وذلك لدراسة ظاهرة الابتزاز، ومعرفة أسبابها، ومسبباتها، واتخاذ الإجراءات المناسبة لعلاجها وتفاديها. وأود هنا القول إننا نتابع في هذا الصدد جهود الهيئة في القبض على من يقومون بابتزاز الفتيات لأغراض دنيئة في نفوسهم المريضة، وقد سرنا تنامي الوعي لدى الفتيات المهددات بالابتزاز، ومساعدتهن بالاتصال على الهيئة التي يقوم المسؤولون عنها وأفرادها بتخليصهن من أولئك الذئاب البشرية من خلال عمل كمين محكم لهم، ثم القبض عليهم، وتخليص الفتيات من تهديدهم، وما كانوا يخططون للحصول عليه سواء من المال، أو التمكن من النفس. وإنني هنا أتساءل باستغراب: هل يرضى المبتز أن يقوم أحد بتهديد ومضايقة وابتزاز نسائه؟! وأجزم بأن الإجابة لدى سَوِيّ الفطرة ستكون (لا)! إذاً لماذا يرضى لنفسه بمضايقة بنات المسلمين وتهديدهن ومحاولة النيل منهن؟ إنني هنا أجد أنه لزاما عليّ وعبر هذه الصحيفة الغراء أن أوجه الشكر والتقدير والعرفان بالجميل لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على ما يبذلونه من جهود مخلصة وأعمال جليلة، فلا ينكر أعمالهم ومواقفهم إلا جاحد، ولا ينتقص من جهدهم إلا من في قلبه نفاق. فكل عمل في هذه الحياة له إيجابيات وسلبيات، ولكن سلبيات الهيئة تضمحل ولا تكاد تذكر بجانب الإيجابيات.. فكم أنقذوا من فتيات.. وكم ستروا على ضائعات وكم قبضوا على مروجي مخدرات وسحرة ومجرمين، ومن أراد التأكد من ذلك فما عليه سوى زيارة أحد فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسيلمس بنفسه على أرض الواقع هذا العطاء الكبير والمنقطع النظير لهؤلاء الرجال المخلصين الذين يسعون إلى حماية المجتمع وأفراده من كل مجرم ومتربص، وكل من تسول له نفسه المريضة المساس بأعراض وحرمات المسلمين، وذلك كله يتم بسرية وكتمان. فشكرا من الأعماق لكل المخلصين في هذا الجهاز المهم، وأهيب بكل من تتعرض للتهديد أن تسارع بالاتصال بالهيئة؛ فهي تتولى إخراجها من المأزق وإنهاء معاناتها بإذن الله.