تعرضت لضغوط نفسية كبيرة، أفقدتني توازني، وأصبحت أفضل العزلة والجلوس في غرفتي لساعات طويلة، عانيت من اكتئاب حاد، أفقدني الشعور ببهجة الأشياء من حولي، فكرت أن أنتشل نفسي بنفسي وألجأ لإحدى عيادات الطب النفسي الموجودة في مستشفياتنا، ذهبت وبعد ثلاثة أسابيع من العلاج والجلسات طرأ تحسن كبير على حالتي، واستعدت لياقتي الاجتماعية، وإلى هنا سارت الأمور على أحسن ما يرام. ما كنت أعانيه أيام مراجعتي للعيادة ليس المرض فقط بل عانيت النظرة السلبية من المحيطين حولي، إذ أصبحوا يعتبرونني شخصا (ناقصا) لأنني كنت أراجع في يوم عيادة نفسية! أشعر في أحيان بغمزاتهم ولمزاتاهم لأنهم أولا وأخيرا ضحية إعلام ودراما تصور المريض النفسي بأنه إنسان يتوجس منه الخيفة والخطر، برغم أن المرض النفسي لا يعدو كونه مرضا عابرا يأتي ويذهب كأي مرض آخر.