يتطلب بناء الثقة بين الأزواج الكثير من الجهد والوقت، إلا أن فقدان الثقة قد يحدث في لحظات، ومن الصعب جدا عندها إعادة بناء جسور هذه الثقة مرة أخرى، لكنك إذا كنت مستعدا لبناء هذه الثقة فإنك تحصل في النهاية على العلاقة الزوجية المثالية التي طالما حلمت بها. الخطوة الأولى نحو الحصول على ثقة متبادلة تبدأ في الكشف عن ذاتك الحقيقية أمام الشريك؛ ففي المراحل الأولى من التعارف يحاول كل من الطرفين إظهار أفضل ما عنده للطرف الآخر، وذلك أمر طبيعي؛ كون كل من الطرفين يريد الحصول على إعجاب الطرف الآخر وحبه؛ لذلك الخطوات الأولى من العلاقة لا تخلو من تصنُّع قد يكون في معظم الأحيان غير مقصود، لكن مع زيادة الترابط بين الطرفين فإن أقنعة التزلف والتجمل تأخذ بالزوال وتبدأ الشخصية الحقيقية للطرفين بالظهور، ولا نقصد هنا الجانب السيئ في الطرفين بل نقصد أنه كلما زادت معرفتك بالشخص المقابل كنت أكثر ارتياحا في التعامل معه، ومن ثم تكون أكثر عفوية في التعامل معه؛ أي أنك تكون قد بدأت بالكشف عن ذاتك الحقيقية أمام الشريك دون أي تزلف أو تصنع الأمر الذي يجعلك أكثر ثقة بالشريك. فإذا أدركت أن الشخص المقابل معجب بك فإنك تكف عن الاجتهاد في إثارة إعجابه؛ لأنه ببساطة معجب بك فعلا، وهذا بحد ذاته يعطيك شعورا رائعا بالثقة والارتياح. وتعتبر الثقة عنصرا أساسيا في نمو الحب والاحترام بين أي زوجين؛ لذا من الضروري جدا أن تكون هناك ثقة متبادلة بين أي زوجين، وهذه الثقة يجب ألا تكون آنية، وإنما ثقة تمتد إلى جميع تفاصيل الحياة في الحاضر والمستقبل أيضا. ويؤكد علماء النفس أن من أخطر المشكلات التي تواجه الأسرة، خصوصا في بدايتها، قضية فقدان الثقة بين الزوجين، التي مردُّها في الدرجة الأولى إلى الكذب ولو أحيانا من أحد الزوجين بحجة أن ذلك كذب أبيض، وهذا في الحقيقة له تأثير كبير في الحياة الزوجية؛ فإن الكذب مهما كان صغيرا فإنه يبقى كذبا يؤدي إلى إثارة الشك والقلق بين الزوجين، مع كونه خلقا سيئا وعادة خبيثة ممقوتة عند الله والناس، وهو يؤدي إلى فقدان الثقة في الشخص الكذاب حتى وإن كان ما يقوله صدقا.