وُوري جثمان المعلم فايز بن خميس الشنبري الذي لقي حتفه أمس الأول في مدرسة ابي زيد الأنصاري لتحفيظ القرآن بمكةالمكرمة، في الثرى، حيث دفن بعد صلاة المغرب في مقابر المعلاة فيما تقبل العزاء في منزله الواقع في حي الشوقية. “شمس” كانت حاضرة في مغسلة جامع المهاجرين بالشوقية حيث استقبل جثمانه، وكان من بين الحضور إلى جانب أفراد اسرته الشيخ فيصل غزاوي إمام الحرم المكي الشريف ومسؤولون من إدارة التربية والتعليم ومدير المدرسة وزملاء المعلم وعدد كبير من طلبته. وطالب والده خميس الشنبري الذي التقيناه أمس الجهات الأمنية بالتحقيق الصارم مع الجاني لمعرفة الأسباب التي دفعته للجريمة، وأضاف: “ما أوردته تقارير صحافية بشأن إصابة الجاني بمرض نفسي أو مس هو من الخيال، وأرى انه تمييع للهرب من المساءلة القانوينة”، مشددا على متابعته للقضية مع الجهات المعنية، حيث اكد انه لن يقبل بسوى الحكم الشرعي والقصاص من الجاني وإخضاع جميع المتورطين في القضية ان كان للقاتل أعوان ومحرضون. وحمّل والد القتيل ادارة المدرسة جزءا من المسؤولية، وتساءل: “كيف يسمحون للجاني بالدخول والاقتراب من ابني دون ملاحظته أو التأكد من اسباب مجيئه إلى المدرسة؟”. وفيما يخص الجانب الإنساني للراحل قال والدموع تنهمر من عينيه: “كان لا ينام حتى يطمئن على صحتي، فقد فقدت ابنا بارا محبا وفيّا لي حتى بعد وفاة والدته التي رحلت ولم يجعلني اشعر بمأساة رحيلها”. من جهته، أضاف عم القتيل لافي بن مبارك الشنبري: “ لم نسمع أن الفقيد على خلاف مع احد، فهو رجل دين وداعية وصاحب مواقف خيّرة مع الكثيرين ومتكفل بالكثير من أسَر الأيتام يقوم برعايتهم ومتابعة شؤونهم بغيه الأجر والمثوبة”.. مشددا على أنهم يثقون بتحقيقات الجهات المختصة. فيما أشار عبدالعزيز الشنبري ابن عم المعلم وزوج إحدى شقيقاته إلى انه لم يسمع ذات يوم عن وجود خلاف له مع قريب او بعيد، وتعجب من قيام الجاني الذي يعتبر من ذوي القربى وأبناء عمومته بفعلته تلك. وطالب الجهات الأمنية وهيئة التحقيق والادعاء العام بتحقيقات موسعة مع الجاني ومن له علاقه بالحادثة، مشددا على أن القصاص هو الذي سيطفئ نيران غضبهم المتأججة. وأضاف منصور المنعمي (رفيق درب المعلم المغدور) أنه ذهل لحظة سماعه نبأ مقتله، وأضاف: فقدت أخا لن أنساه ومن الصعب أن أجد من يملأ فراغ رحيله، مشيرا إلى ان المجني عليه كان يتواصل مع مسؤولي سجون مكة عبر قيامه بعمل ندوات دينية ووعظية للسجناء كما كان يقوم بالسداد عن بعضهم ممن يتضح وجودهم بداخل السجن لقضايا حقوقية. وتحفظ أنس الشنبري ابن المعلم المتوفى على التعليق في الوقت الراهن نظرا إلى صعوبة الفراق إلى حين انتهاء الأجهزة الأمنية، مبينا أن شقيقَي والده فهد وسعد وجده يتابعون مجريات التحقيق، ودعا الله أن يرحم والده ويغمد روحه الجنة، لافتا إلى أن عزاءه هو ما شاهده منذ التوجه بوالده لمغسلة الموتى حيث وفدت أعداد كبيرة من محبيه وزملائه وأصدقائه واقاربه.