إذا سألت أي متابع للنصر عن أبرز إيجابيات الموسم الماضي بالفريق.. لأجابك دون تردد: «تواجد الإداري الخلوق سلمان القريني الذي كسب احترام وثقة الجميع». ولكن ما أن بدأ التشكيل الإداري الجديد للنصر وتم تنصيب القريني مشرفا على إدارة الكرة وعلى الفئات السنية.. حتى ظهرت أصوات هنا وهناك ترفض أن يكون للقريني أي علاقة بهذه الفئات لأنها ترغب في أن يستمر العمل يدور في محور المركزية حول أشخاص معينين فقط. النصر كيان كبير ويجب أن يتم العمل فيه بطريقة جماعية احترافية يكون فيها لكل إداري مسؤوليات وواجبات وأدوار يلتزم فيها فقط وأن يكون كل واحد منهم مكملا لعمل الآخر.. وألا يكون العمل في الفئات السنية يعتمد على اجتهادات فردية وعلى صيغة: «حنا سوينا، وحنا عملنا». النصر مقبل على أعتاب مرحلة جديدة من الفكر الإداري والاحترافي، والقريني يمتلك كفاءة إدارية وخبرة كبيرة في العمل بالفئات السنية؛ حيث سبق له العمل مع الاتحاد السعودي لمدة ثمانية أعوام كان خلالها هو ممثل السعودية في هذا القطاع الحيوي الهام. لقد اطلعت على خطة العمل في الفئات السنية التي قدمها القريني إلى الإدارة، فوجدتها تحمل الكثير من الفكر الاحترافي والنظرة الشمولية التي ستجعل النصر في المستقبل ينافس كل فرق الوطن في إعداد وصقل وتأهيل كل المواهب الصغيرة الشابة. وليس صحيحا ما يشاع أن الرغبة تتجه إلى التعاقد مع المدرب الوطني خليل المصري أو توقف العمل في بناء وإعداد مقر أكاديمية براعم النصر التي ستنطلق إن شاء الله مع بداية الموسم والتي ستحتضن الصغار من سن 12 و13 و14 لتكون بداية أولية لهذه الأكاديمية حتى تكتمل كل خطوات الإعداد فيها. كما أن النية تتجه إلى التعاقد مع طاقم فني متكامل من الأرجنتين لدرجتي الناشئين والشباب، وما زالت المفاوضات جارية مع المدرب السويسري كونز الخبير الدولي ومستشار ال(فيفا) ليكون هو المشرف على قطاع الفئات السنية لما يمتلكه من خبرة واسعة في هذا المجال.. وهو المشرف على مشروع رعاية البراعم والمواهب في الاتحاد الدولي.. ولا أظن أن الأخير في حاجة إلى أن يجامل أي شخص كان.. كما أن التوجه قائم لابتعاث بعض اللاعبين المميزين من درجتي الشباب والناشئين إلى إحدى الأكاديميات في الأرجنتين أو البرازيل.. ولكن ليس بشكل جماعي ودون مدرب كما حدث في المرة السابقة.. بل باختيار أبرز العناصر التي تحتاج إلى صقل وتأهيل كما هو حال بعض اللاعبين مثل فهد الرشيدي وأحمد الجيزاني وشائع شراحيلي ونواف البقمي وغيرهم من المميزين. إن النجاح لأي مؤسسة رياضية يعتمد على المال والفكر، والنصر الآن يخطو خطوات حثيثة للنجاح بالمزج بين الفكر والمال كي يحقق معادلة النجاح التي تنشدها جماهير الشمس. فلا تلتفوا يا جماهير الشمس إلى أي صوت يطالب بالعودة إلى الخلف والتوقف عند أي شخص كان.. فالنصر يحتاج إلى وقفتكم ودعمكم كي يعود بطلا ومنافسا كما كان.