يولي الكثير من الفنانين البوستر الخاص بالألبوم عناية فائقة ربما أكثر من أغاني العمل نفسه، ولعل التقنيات التي طرأت على ساحة التصوير الفوتغرافي هو ما دعا بعض الفنانين وخصوصا النجوم الشباب إلى الدخول إلى هذا المعترك. كما اتخذ أغلب المصورين في هذا الوقت الخدع البصرية والتصويرية الكثيرة التي لا تنقل الصورة الحقيقية للفنان. بعض الجماهير يفاجأ بفنانه عندما يلتقيه وتسمعهم يعبرون بقولهم (تختلف كثيرا عن الصور). المطربة أحلام صممت غلاف ألبومها الأخير (هذا أنا) في بريطانيا، وقد توجهت إلى لندن بعد أن انتهت من تسجيل جميع أغاني الألبوم مع فريقها الفني لالتقاط أكثر من 50 صورة من ذوات البعد الرابع، واستقرت أيضا على لوك جديد مشابه للوك المطربة هند في ألبومها 2008. الفنانة لطيفة في ألبوم (بنص الجو) التقطت لنفسها أكثر من 200 صورة على يد المصور الفرنسي الشهير جاكو ماكيار، وقد اشتهرت لطيفة بالتصوير عالي الجودة في أغلفة ألبوماتها، وربما هي من سنت هذه الطريقة بين الفنانين. غلاف (وحدك) لفنان العرب محمد عبده جاء مختلفا هذه المرة، حيث انقسم جمهوره إلى قسمين: أحدهما أيد فكرة التصوير الجديدة، حيث يبدو فنان العرب وهو يقرأ الجريدة في شارع الشانزليزيه وهي الصورة الأولى في ألبوماته التي يبدو فيها وهو يرتدي البدلة، وقد ظهر محمد عبده بالبدلات في أكثر من غلاف لألبوماته السابقة، إلا أنها كانت صورا من الاحتفالات التي كان يقيمها وتؤخذ الصور مباشرة من الحفل أو على هامش الحفل. الفنانة نجاة في ألبوم (إلا فراق الأحباب) التقطت أكثر من 500 صورة في أقل من عشرة أيام لتستقر في النهاية على غلاف الألبوم الذي طرح في الأسواق وبدت فيه كالملاك. وكان الفنان جواد العلي قد تعرض قبل سنوات لحملة فنية شرسة لصورة حملها أحد ألبوماته (أحبك)، وقد بدا فيها وكأنه قد خرج للتو من الماء. وذكر جواد بأن الصورة عادية جدا، ولا يمكن لها أن تتسبب في كل هذه الإشكالية الكبيرة؛ فالماء الذي كان يغطيه ما هو إلا الغرق في الرومانسية ولم يهدف إلى أي شي آخر. ولعل أكثر أغلفة الألبومات التي تتعرض لانتقادات شديدة هي أغلفة ألبومات عمرو دياب الذي دائما ما يفاجئ الجمهور والإعلام بالصورة التي ينقلها غلاف الألبوم وتعتبر من النوع الفضائحي، وأغلفة الألبومات التي تتبعها الفرق الموسيقية الشهيرة في فرنسا وأمريكا. يذكر أن عمرو دياب قد تعرض لحملة إعلامية شرسة بسبب حمل غلاف ألبومه صورة له وقد ظهر بتسريحة شعر تشابهت مع تسريحة للفنانة يسرا وأيضا غلاف ألبوم "الليلا دي" المسروقة من صور للنجم العالمي أنريكي أجلاسياس. كما سعى أغلب النجوم العرب إلى المحاولة بشتى الطرق تصوير أغلفة ألبوماتهم ومجاراة فناني الغرب ظانين أن الجماهير لن تكتشف سرقة الأفكار حتى في أغلفة الألبومات، وربما يرى أغلب النجوم العرب أنه من الضرورة متابعة ما يقدمه نجوم الغرب من تقنيات حديثة؛ ولذلك فهم يحاولون اكتساب الشهرة والوصول بشكل أسرع للجماهير من خلال الشعبية الجارفة التي يتمتع بها النجم العالمي. ومن الأغلفة التي استعانت بسرقة أفكار الغير غلاف ألبوم المطربة إليسا "أيامي بيك"، الذي قلّدت فيه إعلان عطر للنجمة العالمية ماريا كاري. وكذلك في غلاف ألبوم بستناك، حيث استهواها غلاف ألبوم النجمة سارا برايتمان. الفنانة نجوى كرم أيضا سرقت إعلان عطر أنجل عندما قلدته في بوستر ألبومها الأخير (عم بمزح معك). الغريب في الأمر أن هذه الأغلفة لا تشكل للجماهير أي شيء يذكر إلا فيما ندر، بل إنك قد تجدها أمام محال الكاسيت ملقاة تدوسها الأقدام بعد كل هذا المجهود والاهتمام.