انتهت المباراة النهائية لبطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين، نهاية لم يحلم بها أكثر المتفائلين من أنصار الشباب، ولم يتوقعها أكثر المتشائمين من عشاق العميد، ولست مع الذين نثروا المدائح للفريق الشبابي بصورة مبالغ فيها، حتى إنهم منحوه من الألقاب الفضفاضة وكأنه حاز كأس العالم للأندية، بينما هو في الحقيقة استثمر حالة اتحادية قد لا تمر على فريق النمور إلا مرة واحدة كل خمسة مواسم.. أن يكسب الشباب النهائي، فهذا شيء متوقع، وأن يهزم الاتحاد فأمر غير مستغرب، ولكن أن يفوز الشباب على فريق الاتحاد وفي نهائي بطولة بأربعة أهداف، فهذا لا يعني أن الفوارق الفنية بين الفريقين متباينة لدرجة تفرض هذه النتيجة، ولكن يبدو أن هناك من كان ينتظر نصف هذه النتيجة ليفضفض عن أوجاعه.. الفريق الاتحادي لم تنطفئ شموع فرحه بالبطولة الأصعب والأطول والأقوى في سباق مرهق احتل فيه الشباب الترتيب الثالث، وبمسافة طويلة عن العميد؛ لذا فإن نتيجة نهائي كأس بطولة الأبطال لا يجب أن توضع كمقياس تفاضلي؛ لأنها لا تعدو كونها من شطحات النهائيات التي أسهم فيها كالديرون وظروف المباراة التي جاءت تراجيدية بصورة غير متوقعة.. نعود للعميد الذي يبدو أن مراكز القوى فيه قد اصابتها الشيخوخة بالرغم من أن السيد كالديرون قد حاول طوال الموسم، الإفلات من تبعات ذلك بالزج ببعض اللاعبين الشبان، ولكنه عجز عن اكمال السباق مع الوقت، فالفريق ظهر مرهقا إلى درجة كبيرة، وافتقد الديناميكية والسرعة والتكامل التي اختلت بفقدان نور وكريري و عماد متعب.. لست متأكدا أن العميد قادر على الإفلات من متاعب شيخوخته في زمن لا يؤثر في حضوره الفني؛ فحراسة المرمى وخط الدفاع وصناعة اللعب، كلها قد اصابها الوهن، وعملية الإحلال تحتاج لزمن. لا أظن القائمين على شؤون فريق النمور قد حسبوها كما يجب، وهذا لا يعني أن الاتحاد قد أصيب بالخرف الفني، فالفريق ما يزال هو أقوى فرق الدوري، ولكنه دفع ثمن طول المنافسات التي تحتاج لعناصر شابة قادرة على الركض بلا كلل.. مبروك للفريق الشبابي الذي كسب النهائي بجدارة، ولكن يجب على الشبابيين ألا يصدقوا المدائح التي انهالت عليهم ببذخ غير معهود، وعليهم أن يعوا جيدا دوافع هذه المدائح، وألا ينساقوا خلفها بلا وعي، وهذا الرأي لا يقلل من قيمة الفريق الشبابي، بل إنه يضعه في موقعه الصحيح.. بقي الأمر الاتحادي فبالإضافة للإرهاق من طول المشوار، فإن السباق على كرسي الرئاسة قد أثر في أداء الفريق، وإن كان رجال الاتحاد، قد تنبهوا لذلك متأخرين، فإن أشقاءهم في النصر كانوا أكثر حكمة وهم يُخرجون ذات السباق من معمعة الموسم القادم.