أُحيل عدد من أصحاب صوالين الحلاقة في المنطقة المركزية بالحرم المكي للتحقيق، بعد أن ضبطهم عناصر من صحة البيئة أثناء استخدامهم مياها ملوثة يجمعونها مما يتسرب من مياه المكيفات والبرادات في الحرم. وقال الدكتور محمد أمين هاشم المدير العام لصحة البيئة في أمانة مكة، إنهم تلقوا أولا بلاغات من معتمرين وزوار أفادوا بأنهم وقفوا على استخدام عدد من الحلاقين في الحرم للمياه المتساقطة من أجهزة التبريد، وهي غالبا ملوثة وتحوي عناصر كيميائية ضارة بسبب غاز التبريد المستخدم في مثل هذه الآلات. وأوضح هاشم، أن فرقا من إدارته اتجهت للمواقع المبلغ عنها ورصدت بالفعل وجود مياه ملوثة يستخدمها الحلاقون في صوالينهم، وأضاف: "تحفظنا على المياه الملوثة التي عثر عليها لدى الصوالين، وأحلنا أصحابها إلى التحقيق وستفرض عليهم غرامات مشددة في حال ثبوت المخالفة على أي منهم". مؤكدا أن العقوبات ستطول ملاك الصوالين وأصحاب الرخص وليس فقط العاملين بها. وأوضح أن الغرامات تبدأ من عشرة آلاف ريال كحد أدنى، وتصل إلى شطب الترخيص وإغلاق المحل أو إعادة تأجيره لمستثمر آخر. وكشف عن محاولات قام بها بعض المستثمرين للتغطية على الموضوع، لكن إدارة صحة البيئة رفعت الأمر إلى الدكتور أسامة البار، أمين المنطقة الذي وجه بمتابعة المخالفين وفرض العقوبات عليهم وإبلاغ الجهات الأمنية عن أي مستثمر للصوالين يحاول إيقاف التحقيقات بأي طريقة. وأشار هاشم إلى أن هذه الحالة هي ما تسبب ظهور أمراض بكتيرية لدى بعض المعتمرين، حيث يقوم الحلاقون بغسل جروح الحلاقة بهذه المياه؛ ما يؤدي إلى نشوء أمراض قد تكون خطيرة. وكانت لجنة صحة البيئة التي باشرت الموقع قد دونت بمحاضرها اعترافات العمال في صوالين الحلاقة باستخدامهم مياه المكيفات، مشيرين إلى معرفتهم بحجم خطورتها، وقال عدد من المخالفين المقبوض عليهم إنه سبق أن راجعهم بعض من قاموا بالحلاقة لديهم؛ مستفسرين عن الأسباب التي أدت إلى ظهور حساسية شديدة لديهم بالرأس والوجه. وأشار عماد الجحدلي مراقب صحة البيئة إلى وقوف اللجنة على حالات صحية مصابة بتسلخات جلدية وطفح جلدي نتيجة استخدام عمالة صوالين الحلاقة مياه المكيفات التي تكون ملوثة وممزوجة ببقايا غاز التبريد المتندي من كمبروسرات التشغيل كما أشار إلى أن العينات التي سحبت أكدت خطورة هذا السائل المائي.