حصلت على «الشهادة الكبيرة» هذا هو اسم شهادة الكفاءة في قريتنا وبدأت التفكير مليا في وظيفة. لم تكن مهمة التفكير صعبة، خاصة أن أهالي القرية كانوا يشاطرونني هذه المهمة.. واحد يبغاني أطلع تاجرا. آخر يريدني أن أتوظف في شركة كبيرة. ومرة تخيّلوا قالت لي خالتي: «إش رأيك تطلع عضو في المجلس البلدي؟ وظيفة محترمة وما يبغالها. وترى مريييحة. يعني كبّر المخدة». نعم ياختي!! كنت كلما تقدمت بملفي، يرمقني الموظف بنظرة «أبو فوق تحت» ويقول لي: «مد أحلامك على قد شهادتك يا الحبيب». دعوني أسألكم: هل هناك معهد لتدريب الموظفين يعلمونهم فيه هذه الجمل؟ يا أخي كأنهم ببغاوات، لا يرددون إلا جملة واحدة: «ما في».. «للأسف».. «كان ودي أخدمك».. «خلي رقم تلفونك». تعبت. لم تعد لي قدرة على فعل أي شيء بعد أن تكسرت رجلاي وأنا أركض بملفي من شركة إلى أخرى، دون جدوى. حامل كفاءة