بدأت معاناة منصور ذي العشرة أعوام بعد حادث دهس تعرض له أثناء عبوره أحد الشوارع وهو خارج من مدرسته الابتدائية ليفقد الوعي ويدخل في حالة غيبوبة منذ أكثر من أربعة أشهر، وهو منوم حاليا في مجمع الدمام الطبي بقسم العظام وجراحة المخ الأعصاب، ولكن أسرته دخلت في دوامة من المشاكل البيروقراطية، يشرحها والد الطفل السيد علي المهري في حديثه إلى “شمس” بقوله: “طلب منا الدكتور المعالج والمتابع لحالة منصور وهو استشاري مخ وأعصاب بالمستشفى، إخراجه من المستشفى إلى البيت معللا ذلك بعدم وجود ضرورة ملحة لبقائه في المستشفى، لكنني رفضت الأمر لأن ابني لا يستطيع الأكل والشرب إلا عن طريق الأنبوب الموضوع في أنفه، كما أن عملية إخراج الفضلات لا تتم بصور طبيعية؛ ما يستدعي عناية طبية خاصة فضلا عن أنه في غيبوبة دائمة”. وأضاف الأب المكلوم: “لم أترك بابا إلا وطرقته ولكن دون جدوى، فقد طلبت تحويله لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ولكن قوبل طلبي بالرفض وكان السبب عدم سماح النظام بالتحويل لمثل حالته، مدّعين أنه لن يتم استقبال حالته، فأرسلت كافة التقارير الطبية والأوراق اللازمة لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع وأنا انتظر ولكن دون رد لأقع في حيرة من أمري فالمستشفى يضغط علي لإخراجه وأنا لم أجد له مستشفى بديلا”. ويقول المهري ان المجمع يريد إجباره على التعامل مع مستشفيات خاصة؛ لأنه لا حل آخر يمكن أن تأخذ به الأسرة في حال إخراج الطفل، لكن المهري الذي يعيش حالة مادية صعبة لا يتجاوز راتبه مبلغ 1700 ريال، وهو مبلغ لا يكفي قيمة البقاء ل ليلة واحدة في المستشفيات الخاصة. ويطالب الأب الآن إدارة مجمع الدمام الطبي بتحويل ابنه رسميا إلى أحد المستشفيات في أي مكان، أو إبقائه لديهم لمواصلة علاجه، فهو وأسرته ينظرون إلى عملية إخراج طفلهم من المستشفى كشهادة وفاة تصرف له فيما لا يزال حيا.