البحث عن وظيفة، وقراءة مؤشرات الطلب الآني والمستقبلي على التخصصات الدراسية، والتعرف على الشركات العاملة في مجال التخصص، هي أهم ما يدفع طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى الحرص على المشاركة في يوم المهنة الذي تنظمه الجامعة، وانتظاره كل عام. فتوافر فرص عمل كثيرة من قبل معظم الشركات، وحسن التنظيم، وتوقيت المناسبة، كلها عوامل إيجابية تدفع باتجاه الحضور والاستفادة. وعلى الجانب الآخر يعتبر بعض الطلاب أن تعارض توقيت تنظيم اليوم مع الجدول الدراسي ومكان إقامة المناسبة، يأتيان في الجوانب غير الإيجابية. وأكد الطلاب حرصهم على حضور المناسبة والاستفادة من البرامج التي تقدم خلالها، وأشاروا إلى مجموعة من الإيجابيات التي تميز الحدث، وبعض المقترحات التي يودون تطبيقها لتطوير هذه المناسبة. نماذج المقابلات وأوضح فارس الفخراني (طالب في تخصص الهندسة الميكانيكية) أنه يزور يوم المهنة هذا العام من أجل التعرف على أسلوب عقد المقابلات الشخصية، وأهم الأسئلة التي تطرح خلالها، وذلك عن طريق سؤال مندوبي الشركات الموجودة في المعرض عن أهم نماذج المقابلات الشخصية المتبعة، والأسلوب الأمثل الذي يساعد الطالب على تجاوز هذه المقابلة. واقترح الفخراني أن يتم إعلان هذه المناسبة بشكل أكثر كثافة حتى يتسنى للطالب الإعداد الجيد لحضورها. وقال: “هو شخصيا لم يكن على علم بموعد يوم المهنة، وهو ما يعزوه إلى قلة الإعلانات المتوفرة في سكن الطلاب والمباني الأكاديمية”. واقع التخصص وقال فارس البشري (طالب في تخصص الهندسة الكهربائية) إن أهم فئة تستفيد من هذه المناسبة هم طلاب السنة التحضيرية والخريجون. وأضاف أن يوم المهنة يساعد طلاب السنة التحضيرية في التعرف على واقع التخصص الدراسي؛ ما يعين الطالب على تحديد قراره النهائي في أي تخصص يختاره. أما بخصوص الطلاب الخريجين، فرأى البشري أن يوم المهنة يساعد الخريج على التعرف على بيئة العمل التي سيتجه إليها بعد تخرجه من ناحية المكان والشركة والراتب.وذكر عبدالرحمن دادا (طالب في تخصص الإدارة الصناعية) أن يوم المهنة يعد فكرة رائعة توفر على طالب العمل كثيرا من الجهد والوقت في متابعة الشركات والفرص الوظيفية. وأوضح أنه من خلال يوم واحد يتمكن الطالب من المرور على مختلف الشركات، والحصول على عروض متعددة، تساعده في اختيار مستقبله الوظيفي. بين الجدية والتسويق وتحدث يوسف الشاهين (طالب بقسم الهندسة الميكانيكية) عن تجربته السابقة مع يوم المهنة واليوم المفتوح للتوظيف، الذي يزوره بحثا عن فرصة للتدريب التعاوني، قائلا: “إن يوم المهنة يمتاز بالعروض المغرية التي تقدمها الشركات لخريجي الجامعة، من حيث المميزات والرواتب المطروحة”، مؤكدا أن الشركات أصبحت تتنافس على استقطاب خريجي الجامعة نتيجة تميزهم في المجالات العلمية والعملية. وحول جدية العروض المطروحة، أكد يوسف من خلال مشاهداته السابقة أن “معظم العروض المطروحة من قبل الشركات تعد جدية، باستثناء بعض الشركات التي تأتي لهذه المناسبة للتسويق لنفسها، أكثر من رغبتها في توظيف الخريجين”. الاستفادة من التجربة وتحدث عدد من أساتذة الجامعة عن أهداف يوم المهنة، وسبل استفادة الطلاب منه، وحرص المؤسسات والشركات على المشاركة في فعالياته، وآليات اختيار الطلاب للوظيفية المناسبة. وأوضح الدكتور باسم مدني (الأستاذ المساعد بقسم هندسة الحاسب الآلي منسق التدريب التعاوني والصيفي ورئيس لجنة العلاقات الصناعية بالقسم) أن يوم المهنة يعرف الطلاب على طبيعة الوظائف العملية التي سيقومون بها مستقبلا. وقال إن الجامعة بادرت بفكرة التواصل بين الطلاب والشركات، حيث إن الطالب نظرا إلى ازدحام جدوله الدراسي لن يستطيع زيارة هذا العدد الهائل من الشركات في مقارها؛ لذلك وفرت له الجامعة مثل هذه المناسبة التي تختصر عليه الكثير من المسافات. احتياجات السوق وبين الدكتور عبيد الشريدة (رئيس قسم التسويق بكلية الإدارة الصناعية) أن يوم المهنة يعد من أهم الفعاليات التي تقام كل عام في الجامعة، “حيث تهدف هذه الفعالية إلى إعطاء الفرصة للطالب للتعرف على متطلبات سوق العمل قبل التخرج”. وقال إنهم في قسم التسويق “يسعون إلى معرفة احتياجات سوق العمل عن طريق يوم المهنة؛ حيث يعتبر تخصص التسويق من التخصصات المرغوبة بقوة”. مسألة استراتيجية من جهته، أوضح الدكتور سالم بن مطر الغامدي (أستاذ التخطيط الاستراتيجي والتطوير بكلية الإدارة الصناعية) أنه في يوم المهنة تصبح الشركات أكثر انتقاء للخريجين. وأضاف أنه “على الرغم من شدة الأزمة المالية على كثير من البلدان إلا أن تأثيرها على السعودية ضئيل جدا، حيث قوة اقتصاد البلد والاحتياطات الضخمة”. وأكد أنه “على يقين من أن طلاب الجامعة سيكونون في مقدمة من تتوافر لهم الوظائف؛ وذلك للمهارات التي يتمتعون بها”. وعن آلية اختيار الطلاب للفرصة الوظيفية المناسبة؛ قال الغامدي إنه “يعتقد أن اختيار الوظيفة مسألة حيوية واستراتيجية في مسيرة الطالب الحياتية”. ونصح الطلاب بالاستخارة مرة ومرتين وثلاث مرات ونصح كذلك باستشارة ذوي الخبرة.