أكد العلماء والباحثون على اختلاف مشاربهم مخاطر الإدمان على المخدرات في المجالات الصحية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية؛ ما يتطلب تضافر وتكاتف كل الجهود الخيرة بمن فيها الفرد والأسرة والمجتمع والدولة للمعالجة الجادة، وإيجاد الحلول الجذرية والجدية لاستئصال ذلك الخطر المحدق بالمجتمع ومستقبل البشرية. والإدمان لغةً يعني التعاطي المتكرر للمواد المؤثرة الذي يؤدي إلى الاعتماد البدني والنفسي عليها، وكلمة المخدرات مشتقة من خدر (بكسر الخاء) و(تسكين الدال) والتي تدور معانيها لغويا حول الستر؛ وبمعنى آخر فالمخدر هو ما ستر وغطى، فالمخدرات ما يستر عمل ونشاط الجهاز العصبي المعتاد. أما التعريف العلمي للمخدرات فهي مواد كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم. والإدمان على المخدرات مرض خطير وقاتل، وهو وهم يبحث فيه مدمنوه عن المتعة الزائلة والسعادة الوهمية والدوران في حلقة مفرغة لا نهاية لها. وتبدأ تلك التجربة البائسة الأليمة اليتيمة بجرعة بسيطة صغيرة سرعان ما تليها جرعة أكبر للحصول على نشوة أكثر، ثم تزداد الجرعات للاستزادة من التحليق في ذلك الخيال والفضاء الزائف وأخيرا جرعات أكبر وأكبر للتخلص من أعراض الانسحاب المستجدة. وطريق المخدرات مظلم ويؤدي نحو الهاوية، والنهاية المحتومة له هو الضياع والموت.