سلطت الأبحاث العلمية الأضواء مجددا على الأضرار الجسيمة التي يجلبها التدخين على صحة البشر، خاصة بعد ارتباطه بشكل وثيق بإصابة المدخنين بأمراض لا حصر لها، يأتي في مقدمتها السرطان، وأمراض الرئة، والأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية. وإلى جانب هذه الأمراض الخطيرة وجد العلماء أيضا أن التدخين يساهم في التعجيل بالشيخوخة والوفاة ذات الأعراض المصاحبة لمرض (متلازمة ويرنر) وهي مرض جينى نادر يعجل في ظهور مظاهر الشيخوخة بشكل متسارع للغاية. ووجد العديد من الباحثين بعد زراعة خلايا رئة مدخنين، أن الدخان تسبب في خفض إنتاج البروتين، وأن الخلايا شاخت سريعا، فيما لم تتأثر به كثيرا التي تمت هندستها جينيا لإفراز البروتين بصورة وافرة. وأوضح الباحثون الرابط بين إصابة المدخنين بمظاهر الشيخوخة المبكرة ووفاتهم قبل الأوان بعشرة أعوام، بمعنى أن المصابين (بمتلازمة ويرنر) وفي سن ال 20 تظهر عليهم كافة مظاهر الشيخوخة من شعر أبيض وترقق الجلد والإصابة بالسكري وتصلب الشرايين وضعف العظام، وغالبا ما يتوفون في سن ال40 أو ال50 من جراء أمراض القلب أو السرطان. وأوضحت الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية البريطانية، أن السميات المصاحبة لدخان السجائر يمكن أن تؤثر في البنكرياس الذي ينتج الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم. وأفاد باحثون بأن احتمال إصابة الأشخاص الذين يدخنون بمرض الزهايمر والأشكال الاخرى من عته الشيخوخة، يزيد بالمقارنة مع الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين او لم يدخنوا فى حياتهم على الاطلاق. ورغم كل هذه الأمراض التي يسببها في ما ذكر أعلاه، والدور الكبير الذي تقوم به وسائل الاعلام في توعية المجتمع بأضراره، إلا أن الكثيرين لا يزالون يمارسون هذه العادة السيئة، والأهم من ذلك هو تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العامة أسوة بما يحدث في معظم دول العالم.