عندما نتلفت حولنا ونرى عظم الأعمال والإنجازات والنجاحات التي صنعها الآخرون، ندرك بيقين عظم نفوس من أنجزوها وأثبتوا للبشرية أنهم أحياء حتى بعد مماتهم، قاموا بذلك دون أن يُعيق كثيرا منهم اللون أو الشكل أو الحسب أو النسب، حدث هذا بعد أن وُجد المولِّد الداخلي لديهم الذي به عظم قدرهم، ومن يعطِ ويعلم يبنِ وينتج.. إنها النفس بمفهومها الخاص والعام.. إنها جوهر العطاء. وأتساءل حينئذ: لماذا ينتقص البعض من مقدرتهم؛ لأسباب يجعلها شمّاعة له كالظروف أو الأبوين أو الأقارب أو المدير أو شريك الحياة أو الأصدقاء؟! أليست أنفسنا وذواتنا ونحن المسؤولون عنها؟! ولماذا نلبس أنفسنا أكفان التعاسة والشقاء؟ إني لأحزن كثيرا عندما أسمع من يردد عبارات اليأس والقنوط للظروف المحيطة به من مشكلات أسرية أو طبيعية، كلمات مؤسفة من نفس بشرية خلقت لتعمر الأرض وتنتج وتبث الحياة في كل زاوية من أركان الأرض، قف عزيزي القارئ وانظر إلى نفسك وتأمل حولك فقدِّم لها واصنع فيها ما ينفعك وينفع الجميع.