أمس.. تأثرت كثيرا وأنا أقرأ عن سقوط طفل ة من ال طا بق الرابع عشر في احد احياء جدة. ومن عجائب القدر ان الطفلة ذات الأعوام التسعة هبت واقفة مذعورة بعد سقوطها على سقف احدى السيارات الواقفة اسفل البناية من هذا العلو الشاهق. يقول الاطباء ان معجزة ما انقذتها من الموت المحتم، اذ لم تصب - شفاها الله - الا بجروح طفيفة وكسر بسيط في الساعد الايمن. كانت عين الله ترعاها. وكنت قبل سنة ونيف احمل بين يديّ طفلة مضرجة بالدماء - لم تجاوز ب عد ربيعها السادس - بعد سقوطها هي الاخرى من الطابق الثالث. عاليا ومرعبا كان الصراخ والبكاء في تلك الليلة: “سلاف ماتت”، لكنني لم اميز لحظتها الا صوت حشرجة انفاسها وهي تغالب الألم لتقول لي شيئا فلا تستطيع. لا أزال اذكر وجهها الطفولي البريء، الذي زادته الرضوض جمالا وهيبة. حتى الآن.. لا تفارق مخيلتي صورتها وهي ممددة بين الحياة والموت في غرفة الانعاش. كانت هي الطفلة، وكنت انا أبكي. ألف مرة مت. لكن أكثر ما اوجعني هو أنني قلت لها قبل لحظات من الحادثة: “روحي عند ماما”، حين طلبت إلي ان ألعب معها. أريد ان اقول إن بيننا وبين من نحبّ شعرة. لحظة قد لا تتكرر. صدقوني.. لا شيء يستحق اكثر من احبائكم. لا تفوّتوا فرصة تجمعكم بهم. لا شيء اهم.