تصوروا بأي منطق يفكر هذا المواطن الذي استقدم عاملا جديدا إلى السعودية، وبعد قدومه واستخراج أوراقه الثبوتية يتركه يسرح ويمرح في المدن المكتظة بأمثاله كيفما يشاء، ويكفيه فقط أنه ربح بضعة ألوف من ورائه لم يكن في حاجة إليها حين استقدمه إلى مؤسسته الوهمية، وهو يعلم أن البلد في غنى عنه وعن أمثاله الذين يسيئون إليها بأفعالهم الخبيثة. هذا المواطن انحصر تفكيره في الأمور المادية فقط، وما عدا ذلك ليس واردا في مخيلته، وأخذ ذلك المكفول يسرح ويمرح ويصول ويجول، ويكثر في الأرض الفساد. لماذا؟ أمِن أجل بضعة ألوف استقدمت ذلك الإنسان ليعيث فسادا في بلدك، ويضع الموت لأسرتك، ليخرج من المألوف والقانون والحياة، ولا يراعي ضميرا أو ذمة. وكيف سمحت لك نفسك ولهؤلاء الذين لا دين لهم ولا أخلاق أن يلوثوا تراب بلدك الطاهر ويجعلوا منه مسرحا لجرائمهم الخبيثة؟ فقبل أن تفكر في الربح، فكر في الخسارة التي قد تأتي من ذلك الإنسان حين يمتهن الأشياء المحرمة والمحظورة، ويفتك بأبناء جلدتك، وكذلك كل ما يدور في أروقة وشوارع هذه المدينة من اللاأخلاقيات، وسوء السلوك الذي كان معدما في الماضي.. وهنا لا يفوتني أن أشيد بتحقيق (شمس) الذي نشر قبل أيام بعنوان (على حدود المتسللين).