يقول الدكتور يوسف القرضاوي (المفكر الإسلامي المعروف): "أرى أن الإنسان أكرم على الله من أن يسلط عليه نوعا من الجن، بحيث يركبه ويتسلط عليه، ويتحكم فيه، وينطق على لسانه. كيف وهو المخلوق الذي كرمه الله، وجعله في الأرض خليفة، وسخر له ما في السموات والأرض جميعا منه، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة؟! وقد حدثنا القرآن أن الله تعالى سخر الجن لبعض بني الإنسان، مثل سليمان عليه السلام، ولم يخبرنا أنه سخر الإنسان لأحد من الجان، وقد بين لنا القرآن مدى تسلط الجن على الإنس وحدوده، وذلك في قوله تعالى على لسان الشيطان يوم القيامة: (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي)، وما ورد في القرآن من قوله تعالى: (الذي يتخبطه الشيطان من المس)؛ فالمسّ لا يعني ولا يفهم منه الدخول في جسد الإنسان والتحكم فيه، والتكلم على لسانه، إنما هو مسّ معنوي عن طريق الوسوسة في الصدر، وإثارة الشكوك والشبهات والشهوات، كما قال تعالى في قصة أيوب (إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، وقد توسع بعض الناس في عصرنا في أمر علاقة الجن بالإنس، فأعلنوا في الصحف وأجهزة الإعلام عن فتح عيادات للعلاج بالقرآن وهو أمر ما أنزل الله به من سلطان، ولا قام عليه في الدين برهان، ولم يفعله صحابي ولا تابعي ولا إمام.