أكد الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، أن السعودية قائمة منذ نشأتها على رعاية كتاب الله والاهتمام به والعناية بطلابه وحفاظه. وأضاف: "إن ما نلمسه ونراه ونعايشه، يدل دلالة أكيدة وظاهرة للعيان، على هذا الاهتمام وتلك الرعاية". وقال في افتتاح فعاليات الملتقى الرابع لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بفندق مريديان الخبر أمس: "إن انعقاد الملتقى تحت عنوان (دور جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في تحقيق الأمن) يوفر فرصة لمناقشة تعزيز الأمن في جميع جوانبه". وأضاف: "إن ما تعيشه السعودية من أمن ورخاء، هو نتيجة للتعاون والتعاضد المشترك بين المواطنين والمسؤولين". وأثنى أمير الشرقية على ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية من تنظيم لهذه الملتقيات التي يتم فيها تبادل الخبرات والمهارات، ضمن الجهود التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في الاهتمام بكتاب الله. وقد سلم الأمير محمد بن فهد في ختام الحفل، الدروع التذكارية للرعاة والداعمين. من جهته؛ قال الشيخ عبدالرحمن آل رقيب المشرف العام على الملتقى في كلمته: "إن الملتقى جاء ليبرز أهمية ما تقوم به جمعيات تحفيظ القرآن، من دور أساسي في حفظ الأمن العقدي والسلوكي والنفسي والاجتماعي والفكري، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع". وأوضح آل رقيب أهمية ارتباط الشباب بالقرآن الكريم؛ لينهلوا من معينه ويتأدبوا بآدابه، ويكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم؛ حفاظا على أمنه واستقراره، سالكين مسلك الوسطية والاعتدال في الأقوال والأفعال. وأشار إلى أهمية تضافر الجهود والتكامل بين الجمعيات في هذا الصدد. ومن جانبه؛ أكد الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية على ما تقوم به جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة، والبالغ عددها 128 جمعية، تضم أكثر من 30 ألف حلقة ينتظم فيها 637 ألف طالب وطالبة. وأوضح أن هذه العناية من الدولة، مستمرة في شتى مجالات تحفيظ القرآن الكريم، ومنها إقامة هذه الملتقيات، لتبين دور الجمعيات في حفظ الأمن العقدي والسلوكي. وكانت فعاليات اليوم الأول للملتقى قد انطلقت بجلستين؛ الأولى أدارها الدكتور توفيق السديري وركزت على (حفظ الأمن على مستوى الفرد)، وقدم فيها الدكتور صالح بن عبدالله الفريح ورقة عن (الأمن الفكري ودور جمعيات تحفيظ القرآن في ترسيخه في المجتمع نظريا وعلميا). وتناول السديري في ورقته قضية الأمن الفكري، من خلال تعريفه وبيان حقيقته وضرورته للمجتمع، والمرتكزات والأسس التي يقوم عليها. كما قدم الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش الورقة الثانية بعنوان (حلقات القرآن الكريم وآثارها في تحقيق الأمن الفكري)، بيَّن فيها مكانة القرآن الكريم وأهمية تَعلُّمه والتخلق بأخلاقه. وبيَّن أهمية الأمن في حياة الناس. وأشار إلى أن الانحراف الفكري من أهم أسباب الإرهاب، وهو نقيض الأمن الفكري الذي ننشده، ونعمل جاهدين على الأخذ بأسبابه ووسائله؛ حتى نعيش آمنين.