أكد الشيخ الدكتور غازي الشمري الداعية الإسلامي المعروف أن التشكيك في وصول المساعدات والتبرعات للمحتاجين والمستحقين في فلسطين، يثبط عزيمة المسلمين ويُشيع بينهم التراخي في أداء الصدقة ومد يد العون لمن يحتاج من إخواننا ومواساتهم في محنهم؛ لنكون كالجسد الواحد، مشيرا إلى أن مثل هذا العمل يشبه عمل المنافقين الذين يلمزون المطّوعين من المؤمنين في الصدقات فإن أُعطُوا منها رضُوا وإن منعوا أذاهم يسخطون، وأضاف: "الأصل في المسلم العطاء ومما يشيعه المنافقون أيضا لمن كانت صدقته قليلة: إن الله غني عن صدقتك وإن أتى بكثير قالوا يرائي الناس"، منوها إلى أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يحبها الله ورسوله وهي كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار وتدفع ميتة السوء. واستشهد الشمري بما جاء في السنة "إن رجلا تصدق بصدقة فقيل إنه تُصُدق على سارق ثم قيل على زانية ثم قيل على غني، وكلما تصدق قيل له مثل هذا فذهب إلى الرسول وأخبره بما مر به فقال عليه الصلاة والسلام، أما السارق فلعله أن يترك السرقة وأما الزانية فلعلها أن تتوب وأما الغني فلعله أن ينفق وأما صدقتك فقد قُبلت)، لافتا إلى أن هذا الحديث يجب أن يكون أساسا ومنهجا لكل إنسان يعمل لوجه الله تعالى خاصة، وأنه لا يضيره ما يحدث بعد ذلك. واستطرد: "ردي على المشككين بأن الأصل الثقة وحسن الظن والصدق مع الآخرين، وما سوى ذلك فهو مدخل من مداخل الشيطان على بني آدم، والله يعلم ما تخفي الصدور ويعلم خائنة الأعين، ومعروف أن أموالنا وتبرعاتنا التي مضت وما سيأتي ستكون في أيد أمينة، سيما أن القائم عليها هو ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، والمفوض بها الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية؛ ما يؤكد اهتمام حكومتنا الرشيدة بوصول المساعدات لمن هم أهل لها، مؤكدا أنه ومن خلال علاقاته المتعددة مع الإخوة في فلسطين ومن أهل غزة خصيصا، فقد قيل له وسمع أن عددا من المستشفيات والمباني الخدمية والمواد الغذائية التي تمس حياة الفرد الفلسطيني قد بنيت ووفرت من خلال التبرعات التي وصلت لهم من الحملات السابقة، وهذا وحده تأكيد لحسن استثمارها واستغلالها والاستفادة منها لصالح الشعب الفلسطيني. وختم الدكتور الشمري حديثه بقوله: "الأَولَى لمن أراد التبرع والتصدق ألا يستمع لمن يشكك في مصير صدقته، فكل من شكك في وصول المساعدات والتبرعات لإخواننا في فلسطين بقول أو فعل كان منافقا وحسابه عند رب العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون".