يستأذنك بلطف، يحمل المفاجأة، ربما يأتي على ما تحب، وهناك احتمال أكبر أن يكون على العكس، ليس له مكان محدد، فلربما طرق هاتفك في السوق، المطعم، الحديقة، بل حتى عند الإشارة، إنه البلوتوث، تلك التقنية التي وقف منها المستخدمون على طرفي نقيض؛ فمنهم من استعملها في جوانب سلبية، كالتشهير بالآخرين، وبث المقاطع الخالعة، وهناك من استفاد منها في جوانب ذات جدوى وفائدة كالدعاية والإعلان، والدعوة إلى صالح الأمور والأعمال، ومن هنا بحثت "شمس" في جوانب هذه التقنية ما لها وما عليها آخذة برأي المختصين. مقطع إباحي هاني عبدالله (9 سنوات)، طفل يعش في كنف أبوين حريصين على تربيته وتعليمه يقول والده،: "في ظل زمن تعصف به رياح الإفساد، أجتهد وأمه في بذل ما نستطيع من أجل أن نربيه تربية صالحة، حتى مدرسته أخذت وقتا طويلا في البحث عما يناسب تطلعاتنا، وكذلك القنوات الفضائية انتقيت له قنوات محافظة، حتى أصدقاؤه في المدرسة سألت عنهم، كل هذا من أجل المحافظة عليه وتربيته تربية صالحة"، وعلى الرغم مما بذله والدا هاني إلا أنه لم يكن في معزل ومأمن من تطفل المفسدين عليه. يذكر أبوه موقفا من هذا،: "في إحدى المرات كنا في السوق، وأثناء ذلك أراد هاني أن يلعب مع إخوته الصغار في الملاهي الموجودة هناك، فأودعناهم فيها وأخذنا في مراقبتهم، وأثناء ذلك أرادت أم هاني أن أتجول وإياها في بعض المحال، ولأن الأولاد يريدون أن يكملوا لعبهم أعطيت هاني جوالي حتى يتصل بي متى ما انتهى وإخوته من اللعب، أو أرادوا أمرا ما"، ذهب الأبوان.. ومن مكان لآخر، مرت الدقائق وما إن شارف الوقت على الساعة حتى اتصل هاني ليخبر والديه بأنهم انتهوا من اللعب،: "جئت وأخذت الأولاد من اللعب، وقصدنا السيارة، وحين قدت السيارة أخذت أفتش جوالي لأجد فيه ما كاد يفقدني صوابي"، كعادة الأطفال أخذ هاني يعبث بجوال أبيه، وأثناء ذلك كانت الرسائل والمقاطع تنهال عليه من جنبات المكان وهو يضغط على الأزرار بطريقة عفوية؛ الأمر الذي نتج منه استقبال كثير منها،: "مقاطع أستحي أن أنظر إليها على كبري؛ فكيف بطفل صغير، مقاطع كانت كفيلة بإنهاء ما عملت وأمه على تربيته سنين مضت لولا لطف الله، وتداركي لما حدث؛ فلقد أمضيت وقتا طويلا وأنا أعالج هذا الخطأ من مقاطع إباحية رآها ابني هاني". هاجس ويشير الدكتور محمد السخي (مدير مدارس الهدايا بجدة) إلى أن قضية البلوتوث أضحت هما يؤرق الجميع؛ الأمر الذي دفع ذوي الشأن من الدعاة والتربويين إلى مناقشته، وبحث أسبابه وطرق علاج سلبياته،: "فانتشار المقاطع الفاضحة التي تخدش الحياء، وخصوصيات الآخرين، والتي يمكن أن ترسل لأي أحد، وفي أي وقت، وأي مكان أمر مزعج وتشكل هاجسا لأولياء الأمور الذي يخشون على أسرهم من وصول أمثال هذه الرسائل إليهم التي لا يعرف مرسلها"، ويشيد السخي بما تم في دولة الإمارات من سن قوانين صارمة تتمثل في السجن والغرامة لكل من يسيء استخدام البلوتوث، كما يشير إلى أن البلوتوث ليس سيئا كله، بل هناك جوانب إيجابية يمكن الاستفادة منها: "ولا يتوقف البحث في جوانب البلوتوث عند حد السلبيات، بل شمل أيضا الطرق التي تؤدي إلى الاستفادة منه، نظرا إلى ما له من إيجابيات استفادت منه بعض الدول". إدمان ويذكر محمد جمال (24 عاما) إلى أن هناك العديد من الشباب من كلا الجنسين يتواجدون في أماكن بعينها بهدف تداول البلوتوث فيما بينهم،: "كثير ما صحبت بعضهم في الأسواق، أو في الكافيات فوجدته منهمكا في البحث في جواله بحثا عمن يستقبل منه، ومن يرسل إليه بلوتوث"، كما يشير إلى أن الأمر لم يعد قاصرا على هذه الأماكن،: "بل وصل حماها إلى الإشارات المرورية، فمن أن تقف حتى تنبئك إشارة الجوال بأن هناك من يريد أن يبادلك البلوتوث"، وعما تحويه هذه الرسائل في الغالب يضيف: "تحوي هذه الرسائل – في الغالب – رقم هاتف مرسلها، أو مقطعا من أغنية، ويصل – في بعض الأحيان – إلى إرسال مقطع إباحي". وسيلة إعلانية يذكر أن شركات الدعاية والإعلان ذكرت أن تقنية البلوتوث تفوقت على الكثير من وسائل الإعلانات الأخرى، وفي نشر المنتجات المختلفة، وعن طريقة استخدام هذه الطريقة من قبل هذه الشركات، يذكر أنها توزع في الأماكن العامة التي يقصدها المستهدفون من الإعلان، كالأسواق، والمطاعم، والمتنزهات، ومن ثم يقوم العامل بدوره بإرسال أكبر عدد من المقاطع لهولاء الناس، ولا يقف الأمر عند هذه الشركات، بل تشاركهم – أيضا – المحال التجارية في عدد من الدول الغربية في الأسواق التجارية، حيث يعمل المحل على بث رسائله الإعلانية كالتخفيضات، والعروض؛ الأمر الذي يجذب المتسوقين لهذه المحال. جوال دعوي ومن الجهات التي استخدمت الجوال كوسيلة إيجابية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي وجدت أثره الفعال في (الجوال الدعوي) والذي وصل إلى عدد كبير من الناس، وتتضمن هذه الرسائل توجيهات نافعة، ونصائح، تستهدف المتسوقين بشتى فئاتهم العمرية ولا سيما فئة الشباب.