خصص الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، خطبة الجمعة هذا الأسبوع ل (فتاوى الفضائيات)، وقال في مدخل خطبته: “في عصرنا الزاخر بالوقائع والمستجدات.. تبرز قضية شرعية مهمة ذات مقام رفيع تناشد الأمة دون الانحدار منذرة بكارثة مخيفة، تلكم هي قضية التوقيع عن رب البريّات عبر القنوات أو ما يعرف ب(فتاوى الفضائيات) بل هي قاصمة القول على الله بغير علم”، وأضاف: “ بالفتيا المدبجة بنور الأصلَين الشريفين (القرآن والسنة) تستبين معالم الدين وتنجلي غوامض الأحكام عن المستفتين بالفتيا المنضبطة التي تحمي الملة من التحريف”. وأشار إلى أنه لا تخلو جملة ذلك من بعض الآثار الإيجابية ومنافع دينية “إلا أن الغيور ما أكثر ما يرى من أشباه المفتين وأنصاف المتعلمين الذين يتجاسرون وبجرأة عجيبة على مقام التحليل والتحريم فيجملون الفتيا دومًا دون تفصيل ويرسلون القول غفلا عن الدليل والتعليل”. وأوضح أن هؤلاء “غرتهم فتنة الإعلام فتوهموا أنهم من الأعلام، بل قد ترى بعضهم هدوا إلى السداد والرشاد لا يتورع عن اتخاذ الثوابت والأصول غرضا للمناقشة والتبديل تارة بدعوى التيسير والتذليل وأخرى بدعوى تغير الفتوى بتغير العصر والجيل”. واختتم السديس خطبته بالتحذير من الخوض في الحلال والحرام دون علم واستدلال وقال: “لما كان شأن الفتوى الفضائية بتلك المثابة من الخطورة.. لزم صون مقامها عن الفوضى والعشوائية والغلو.. وذلك بالضوابط المتينة والحدود الحصينة فلا يتصدر الإفتاء الفضائي بل وسواه إلا المؤهلون الربانيون الذين تحققت فيهم الشروط، وأن تختار القناة الإعلامية الموثوقة بأمانة، القائمين عليها دينيا وخلقيا دون المتاجرين بقضايا الأمة وثوابتها المزايدين على الشريعة وحكمتها”. أما في المدينةالمنورة فقد خصص علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته ل(الصبر)، وشرح معنى الصبر وقال إنه “حبس النفس على الطاعة وكفها عن المعصية على الدوام، والصبر أنواع متلازمة لا ينفك بعضها عن بعض: فمن أعظم أنواع الصبر، الصبر على المعصية.. وأكثر الناس يقدر على فعل الطاعة ويصبر عليها ولكنه لا يصبر على المعصية فلقلّة صبره على المحرم لا يكون من الصابرين ولا ينال درجة المجاهدين الصابرين؛ فلا يَعصم من ورود الشهوات إلا الصبر القوي والورع الحقيقي”. واختتم الحذيفي خطبته بعد تفصيله أنواع الصبر، بالتذكير بالنعيم العظيم والجزاء الموفور الذي ينتظر الصابرين بعد يوم الحساب.