ينتظر الكثير من المعلمين ومنسوبي وزارة التربية والتعليم إصدار قرار رتب المعلمين الذي درسه مجلس الشورى وضمنه في التقرير السنوي للوزارة في العام المالي 1426 / 1427 ه.. وصوت الأغلبية بالموافقة على كل ما تضمنه من توصيات، حيث أشارت مصادر في الوزارة إلى اقتراب موعد إقراره، ويهدف الترتيب الجديد الذي يتضمن مسميات منها معلم ومعلم أول ومشرف وخبير؛ للرقي بمستوى المعلمين وبمستوى التعليم في السعودية وستكون فيه مجاراة لبعض الدول المتقدمة.. “شمس” سلطت الضوء على هذه القضية وخرجت بالتالي: انعكاس إيجابي أكد صالح الحميدي مدير الشؤون المالية والإدارية بوزارة التربية والتعليم أن نظام رتب المعلمين سيعلن خلال ستة أسابيع من الآن، مشيرا إلى أنهم ينتظرون فقط انتهاء اللجنة المختصة من وضع التنظيمات النهائية له عقب أن عرض في المجلس التعليمي بالوزارة وطلب إعادة عرضه في الجلسات المقبلة خلال الشهر المقبل، وأضاف النظام سيكون مفيدا وداعما للحركة التعليمية وسينعكس بشكل إيجابي على أداء المعلمين.. وأكد الحميدي أن الهدف من المشروع هو الارتقاء بمستوى المعلمين، حيث يتضمن رتبا تتيح لهم (معلم ومعلم أول ومشرف وخبير) مقرونة بحوافز تشجيعية لمواصلة العطاء. ملامح غير واضحة من جانبه أوضح الدكتور خالد بن دهيش الأمين العام لمجلس الوزارة أن اللجنة المكلفة بوضع ضوابط النظام تعمل منذ إقرار الرتب ولم تتضح ملامحها حتى هذه اللحظة، مشيرا إلى أن إعلان بدء تنفيذ القرار مرتبط بإعلان الضوابط من قبل اللجنة، وعن انعكاسه على العملية التعليمية أضاف: “سيستفيد منه بلا شك المعلمون وكذلك الطلبة لأن الأداء سيرتفع وسيكون أمام المعلمين فرصة لبذل المزيد من الجهد خصوصا في ظل الحوافز”. نظام دولي إلى ذلك أكد الدكتور راشد الغياض مدير شؤون المعلمات في وزارة التربية والتعليم أن برنامج رتب المعلمين مطبق دوليا وساعد كثيرا من البلدان على الارتقاء بالمنظومات التعليمية داخلها، مشيرا إلى أن درجاته متباينة ومتدرجة؛ ما يساعد في خلق الروح التنافسية التى تنعكس إيجابيا في الارتقاء بالعملية التعلمية شكلا ومضمونا.. وأضاف الدكتور راشد أن النظام سيطبق وفقا لأسس ومعاييرعلمية؛ ما يوفر للمعلم فرص الارتباط المستمر ببرامج التدريب والمهارات المكملة لتحقيق التطور النوعي في الأداء، ويوفر للمدرسة التكامل الفني والمهني بوجود معلمين أصحاب رتب متفاوتة لتصبح المدرسة وحدة تربوية متكاملة. محسوبية ومجاملات وفي جانب آخر أوضح علي القحطاني (معلم مرحلة ثانوية) أن نظام رتب المعلمين غير مجدٍ في حال أصبحت المدرسة هي التي تشرف على النظام وتضع الضوابط دون رقيب وحسيب، حيث إن العاطفة تتواجد في كثير من الأمور بين أفراد المؤسسة التعليمية الواحدة؛ ما يوقع الضرر على معلمين دون غيرهم بسبب التراكمات النفسية السالبة والموجبة المصاحبة دوما لسير الأداء في بيئة العمل الجماعي، وقال القحطاني: “حال كان الإشراف والتقييم يتم من قبل جهات غير إدارات المدارس المباشرة فيسهم بشكل إيجابي على الارتقاء بالمنظومة التعليمية على حد غير بعيد، ولا يمكن أن يلقي بظلال سالبة على المدى البعيد”. ابتكار أساليب جديدة وأفاد سعود الخراصي (معلم مرحلة ثانوية شرق الرياض) إلى أن رتب المعلمين تعتبر محفزا ومحرضا للمعلمين بالارتقاء الوظيفي من خلال حرصهم على الحصول على دورات تدريبية والحصول على درجات تقييم تؤهلهم لاعتلاء سلم التدرج المهني، مضيفا أنه يساعد على ابتكار أساليب وأدوات جديدة تسهم في تحسين أداء المعلمين وتقلل من أثر العامل الشخصي في الترشيح والتقويم، وتمنى الخراصي أن يقر النظام خلال الفترة المقبلة ليستفيد منه جميع المعلمين الذين سيحرصون على تطوير أدائهم. عدالة التقييم وأشار حمد العوض مشرف تربوي في مكتب التربية والتعليم إلى أن تمييز المعلمين برتب يرتقي بالنظم التعليمية ومشاركة الجهات ذات العلاقة في تقييم استحقاق الرتب الممنوحة للمعلمين لإحقاق العدل وعدم الإجحاف في حق بعض المعلمين، وأشار العوض إلى أن العملية التعليمية في حاجة إلى التدخل وإقرار مشاريع ضخمة ترقى بهيئة التدريس وتسهم في دفع عجلة التعليم؛ ما ينعكس إيجابا على الدولة في المستقبل.. ويرى العوض أن النظام معمول به في كثير من الدول في العالم وهو قرار حكيم وإيجابي. النظام بالأسس النموذجية وقال محمد الدوسري (مدير مدرسة ابتدائية): “لو تم تطبيق رتب المعلمين كما هو معمول به في المدارس النموذجية و سيرتقي بالعملية التعليمية وبلورة المنظمومة كاملة”، مشيرا إلى أن قرار رتب المعلمين يمنح المعلمين فرص المشاركة مع إدارات المدارس والمجمعات التعليمية من خلال ممارسة المعلم الأول لدوره الإشرافي، وتبقى مسؤولية الإدارة متابعة المعلمين المستجدين وتوجيههم.. واعتبر الدوسري رتب المعلمين مشروعا يهدف إلى تحسين الأداء في التعليم بشكل عام ويجب أن يدعم بشكل قوي ليقر وفق آلية ومنهجية واضحة وتشرف عليه الوزارة بشكل كامل وتسعى إلى تطويره بين الحين والآخر.