لا يقتصر التسول على موسم رمضان فقط، كما يعتقد البعض، بل هو مستمر طوال العام، وتحت إشراف إداري تخطيطي في كيفية جذب المواطنين والمقيمين، وجعلهم يدفعون لهذا المتسول مبالغ مالية باهظة، وبجميع الألوان الفنية المستخدمة في التمثيل، ويكون في مناطق متعددة أغلبها عند الإشارات المرورية، وعند الأسواق وفي المساجد وعلى الطرقات وعند المصارف البنكية، وكنت سعيدا عندما أسمع أن مكافحة التسول قبضت على عشرات المتسولين، لكن حدث موقف لصديق لي جعلني حائرا لا أدري أأفرح أم أحزن؟ حين أراد صديقي التسوق في أحد المجمعات التجارية في الرياض بعد صلاة التراويح، يقول لم أدر عن نفسي إلا وأنا في سيارة فان تقودني إلى مكان مجهول، فعندما وصل إلى المكان إلا وهو مركز مكافحة التسول، فذهل صديقي علما بأن السائق مباحث ميداني، فقد رفع على صديقي تقريرا أنه شاهده بأم عينه يمارس عملية التسول. طبعا عرف الضابط الموضوع وأبدى اعتذاره وبرّر بأنه لا بد على كل سيارة إحضار على الأقل عشرة متسولين في اليوم؛ لذلك يضطر بعض السائقين إلى إكمال العدد المطلوب، وخرج صديقي منها؛ ما دعاني إلى تذكر هذه الحادثة حين سمعت أن الحكومة الماليزية منعت التسول منعا باتا في شوارع ماليزيا، ولكن في المقابل أوجدت بديلا له؛ حيث يجمع المتسولون علب المشروبات الغازية ويبيعونها بريال مقابل كل علبة، والهدف من هذا القرار أن يعرف المواطن أن المال لا يدفع إلا بمقابل.