استطاع الإسلام أن يبني صرحا اجتماعيا متينا يوصينا بأن نكنّ الاحترام الكافي لإخوتنا، فلا يَحتقر قوم قوما آخرين ولا نساء نساء أخريات، وينهانا القرآن عن اللمز وتبادل الألقاب السيئة وسوء الظن والتجسس والغيبة، ويأمرنا بالتقوى لننال الرحمة والتوبة. ومعنى ذلك أن يكون بينهم احترام متبادل ويجب أن يسود الاحترام المتبادل علاقات المؤمنين. من هنا لا تجوز السخرية والاستهزاء؛ لأنه انتهاك لحرمات الآخرين ولأن السخرية تعود إلى الإحساس بالتعالي وازدراء الآخرين، فقد نهى الدين عن ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن الله عز وجل كتم ثلاثة في ثلاثة، كتم رضاه في طاعته، وكتم سخطه في معصيته، وكتم وليه في خلقه. فلا يستخفن أحدكم شيئا من الطاعات، فإنه لا يدري في أيها رضا الله. ولا يستقلن أحدكم شيئا من المعاصي فإنه لا يدري في أيها سخط الله، ولا يزدرينَّ أحدكم أحدا من خلق الله فإنه لا يدري أيهم ولي الله. كما أنه لا يجوز اللمز، وهو تعيير الآخرين بعيوبهم، فاللمزة خطوة في طريق إفساد العلاقات الاجتماعية، وجرثومة الصراعات الخطيرة.