دنا إلى مقر عملنا وكنا مفعمين بالحيوية والنشاط بعد قضاء إجازة العيد بمظاهر الفرحة، والبهجة التي ما زالت سارية في نفوسنا ونستبشر ببداية عمل جاد ومنجز للجميع، لنفاجأ بعمل تعديلات في مقر عملنا، فبمجرد أن ينفتح المصعد تستقبلك أرتال الشوالات (الخيش)، معبأة بأوراق وملفات رش عليها ما الله به عليم من مبيدات ومواد حافظة للورق، ومضرة بصحة الإنسان، وبعد أن تمشي خطوات بحذر وترقب، خوفا من الوقوع في هذا الركام، إلا وتدخل في متاهة ثانية من أرضية مغطاة بالموكيت الذي عفا عليه الزمن، مثقلا بالأوساخ والعفن، فضلا عما جد عليه من أقدام عمال الصيانة، وموادهم المستخدمة في هذه التعديلات، وما إن تصل للمكاتب تبدأ مشقة البحث عن منفذ لمقر مكتبك وذلك مما ردم حولها من ملفات وأوراق. فبدلا من تبادل التحيات والابتسامات ابتهاجا بالعودة، أصبحنا نتبادل الكمامات لنحافظ على ما تبقى لدينا من نفس، علنا نعاود استنشاق الهواء النقي عند الخروج. وبمثل هذا الوضع المزري يسمح لنا بالخروج الساعة العاشرة صباحا في الأسبوع الأول من الدوام، وكنا سنشعر بالشكر والامتنان لمن أذن لنا بالخروج لو كان هناك عمل نؤديه؛ فالأجهزة معطلة ولا فائدة من الحضور إلا استنشاق هواء ملوث بالمبيدات ومواد البناء والتوقيع على البيان، وهذا أهم ما في الموضوع. وعلى الرغم من أنه يفترض في إدارة تحمل اسم مركز المعلومات أن تتجاوز هذا البيان الورقي التعيس لتقنية أكثر حداثة ودقة ولا نعلم مدى الجدوى من الإصرار على هذه الطريقة البدائية للحضور والانصراف. والسؤال.. لماذا كل هذه المعاناة لموظفات منهن من تلازمها أزمة ربو أو حساسية صدر أو جيوب أنفية وخلافه فهل تستحق هذه المعايدة؟ بعد هذا كله ألا نكون أشبه بجرذان الأرشيف