دعا 90 شيخا دينيا إلى إعادة العمل بنظام الاجتهاد الجماعي عبر المجمعات ا لفقهية، بحيث تكو ن مقررات هذا الاجتهاد في مسألة فقهية معينة، هي الإطار المحدد للفتوى التي تصدر عن تلك المسألة. جاء ذلك في الجلسة الأولى التي عقدها المؤتمر العالمي للفتوى الذي بدﺃ انعقاده في مكة ﺃمس بحضور 90 شيخا دينيا من ﺃنحاء العالم، بينهم 39 شيخا محليا. وقال المشاركون في الجلسة إن الاجتهاد يهدف إلى تحصيل حكم شرعي سواء كان ذلك متعلقا بقضية عامة ﺃو خاصة، ولا يشترط ﺃن يتم ذلك من خلال هيئة ﺃو مجمع، لكنهم ﺃشاروا إلى ﺃن الاجتهاد الجماعي لاسيما في ظل المجامع والهيئات الفقهية القائمة، يعد نتاجا لتفاعل جمع من العلماء المجتهدين والخبراء المختصين وتكاملهم وتشاورهم، وثمرة لتقليﺐ وجهات النظر المختلفة والآراء المتعددة في القضية محل الاجتهاد، وبهذا فهو ﺃقرب إلى الحق وﺃدعى للقبول والاطمئنان، مؤكدين ﺃن لهذا النوع من الاجتهاد ﺃهمية بالغة وخصوصا في عصرنا الحاضر، وذلك في ضبط الفتوى والبعد بها عن الشطط والاضطراب. كما ﺃشاروا إلى ﺃن واقع الاجتهاد الجماعي المعاصر من خلال المجامع الفقهية وهيئات الإفتاء يشهد بأن هذا الاجتهاد لا يقتصر على الأحكام والمسائل الفقهية، وإنما يتجاوز ذلك إلى بعض القضاياوالوقائعغيرالفقهية كمسائل العقائد وﺃصول الدين. وﺃوضح الباحثون ﺃن المجامع الفقهية ﺃسهمت بشكل فاعل ومؤثر في تحقيق الاجتهاد الجماعي و تر سيخه مفهو ما قا ئما بذاته ومصطلحا مستقلا عما سواهوممارسةعمليةمنظمة، وخلصوا إلى ﺃن العلاقة بين الاجتهاد الجماعي والفتوى هي ﺃن الاجتهاد الجماعي وسيلة والفتوى نتيجة، وفرق بين الوسيلة والنتيجة، على ﺃن ذلك لا يمنع وجود ﺃوجه من التشابه بينهما خارجة عن ماهية كل منهما. وﺃبانوا ﺃن ﺃهمية الاجتهاد الجماعي في ضبط الفتوى وتنظيمها، تظهر من خلال ثلاثة جوانﺐ هي: ﺃن الاجتهاد الجماعي ﺃقرب إلى الحق وﺃدعى للقبول والاطمئنان، وﺃن الاجتهاد الجماعي وسيلة لتنظيم الاجتهاد ومنع غير المختصين من الخوض في غير اختصاصهم لا سيما بعد ظهور التخصص العلمي، وﺃنه الأجدى لكثرة النوازل المستجدة في هذا الزمن واتصافها بطابع العموم والتشعﺐ.